أطلقت روسيا جهاز «تلسكوب» فضائياً فريداً لدراسة الأجرام ومراقبة حركة النجوم، ويأمل علماء في أن يساعد البرنامج الأكبر من نوعه عالمياً على تجاوز عقدين تراجعت خلالهما صناعات الفضاء الروسية. ونجح صاروخ فضائي، من طراز «زينيت»، انطلق من قاعدة «بايكونور» صباح الإثنين، في وضع التلسكوب الذي حمل إسم «سبيكتور آر» على المدار. ويبلغ قطر التلسكوب الذي صُنع بطلب من وكالة الفضاء الروسية، حوالى عشرة أمتار، ما يجعله أكبر تلسكوب فضائي، وأطلق الروس على المشروع الطموح تسمية «راديو أسترون». ويعد التلسكوب جزءاً من منظومة متكاملة، تشتمل على شبكة مراصد أرضية وتعمل مع الجهاز الفضائي وفق نظام تداخل المعطيات. وأشار علماء روس إلى أن البرنامج يهدف إلى الحصول على صور وإحداثيات تبدل مواقع الأجسام في الكون بإمكانات عالية جداً. وسيعمل التلسكوب مدة خمس سنوات على الأقل، في الفضاء الخارجي، يدرس خلالها حركة النجوم في المجرة وفق الإشعاعات المازرية والميغا - مازرية، وبدراسة النجوم النوترونية والنابضة، والثقوب السوداء ومجال الجاذبية في المجموعة الشمسية. ويأمل العلماء الروس في الحصول على معطيات فريدة حول مختلف أجرام الكون، بزاوية شديدة الوضوح، ويمكنهم للمرة الأولى الحصول على معطيات عن نواة المجرة والثقوب السوداء العملاقة، والمجالات المغناطيسية، والأشعة الكونية، والحركة التي تفوق سرعة الضوء. وبوسع الجهاز أيضاً كشف المؤثرات الكونية، وارتباط مختلف الأبعاد الفيزيائية لنواة المجرة بدرجة احمرار الأجرام، إضافة إلى مؤثرات المادة المظلمة والطاقة المظلمة، ومجالات نشوء النجوم ومنظومات الكواكب. واعتبر كبير الباحثين العلميين في معهد البحوث الفضائية، فلادينمير أندريانوف، أن نجاح عملية إطلاق التلسكوب الفلكي يعني أن «روسيا خطت خطوتها الأولى نحو «استعادة موقعها الريادي في العالم في علوم الفضاء». وأوضح أن روسيا «لم تكن حتى قادرة، خلال السنوات العشرين الماضية، على التفكير في خطوة كبيرة من هذا النوع». وكان اليابانيون أول من أطلق جهاز «تلسكوب» من هذا النوع يعمل بنظام التداخل مع مراصد أرضية، لكن أندريانوف يشير إلى أن إمكانات «سبيكتور آر» أعلى بكثير من قدرات التلسكوب الياباني.