تعمل الإمارات لتعزيز علاقتها التجارية بجنوب أفريقيا، في إطار «خريطة استثمارية» شاملة لدعم اقتصادها، الذي تمكن بسرعة من تجاوز تداعيات أزمة المال العالمية. وأرسلت وزارة التجارة الخارجية الإماراتية ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات، وفداً ضم ممثلين لأكثر من 30 هيئة حكومية ومنطقة حرة وشركة خاصة، للمشاركة في معرض «الأفارقة السبعة الكبار». وتأتي مشاركة الإمارات في المعرض في إطار إستراتيجية وزارة التجارة الخارجية الهادفة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، للدخول في أسواق جديدة في القارة الأفريقية، خصوصاً في جنوب أفريقيا، التي تعد شريكاً تجارياً رئيساً شهدت تجارته مع الإمارات نمواً بنسبة 21.7 في المئة، تصل إلى بليون دولار خلال العام الماضي صعوداً من 878.3 مليون دولار في العام الذي سبقه. وكثفت وزارة التجارة الخارجية تركيزها على الترويج للشركات الإماراتية في الخارج، خصوصاً في الصين وإندونيسيا وماليزيا وهونغ كونغ، في إطار خططها الإستراتيجية المعدة للربع الأخير من هذه السنة. وأكد مدير إدارة الترويج التجاري في الوزارة محمد حمدان الزعابي، أن معدل الاستيراد من القارة السمراء شهد نمواً جيداً خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي يبرز أهمية جنوب أفريقيا كمورد رئيسي لعدد من السلع. وتؤمّن جنوب أفريقيا إمكانات تصديرية هائلة أمام المصنعين الإماراتيين، خصوصاً الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبحث عن وجهات تصدير مربحة للسلع والخدمات المحلية. وأشار الزعابي إلى أن «الإمارات تتطلع إلى تشجيع المستثمرين من جنوب أفريقيا على الإفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الإمارات، وبخاصة في المناطق الاقتصادية المتخصصة التي تلبي حاجات مجموعة متنوعة من القطاعات». وأوضحت بيانات وزارة التجارة الخارجية الإماراتية، أن إجمالي حجم صادرات الإمارات إلى جنوب أفريقيا خلال العام الماضي بلغ 92.4 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الواردات 899.6 مليون دولار. ويعد معرض «الأفارقة السبعة الكبار» الحدث الوحيد من نوعه في القارة الأفريقية، حيث يوفر مزيجاً من سبع نشاطات منفصلة، لكنها تقام في مكان مشترك وتبحث في مختلف المراحل والتقنيات اللازمة لنقل الإنتاج من الحقل ليمر عبر مراحل التجهيز والتعبئة والتغليف والتسويق ويصل في نهاية المطاف إلى متاجر البيع بالتجزئة في السوق الأفريقية التي تضم 725 مليون مستهلك.