في الوقت الذي تحاول فيه جهة تحقيق طبية رسمية البحث عن أربعة أطباء ومدير مستشفى خاص في محافظة جدة للاستماع إلى أقوالهم حول ما نسب إليهم من تهم إهمال وسوء عناية بمقيم طاعن في السن (65 عاماً)، أبلغت «الحياة» ابنة المقيم أن والدها المريض توفي في ساعة متأخرة من صباح أمس الإثنين متأثراً بسوء العناية التي وجدها داخل المستشفى. وقالت بدور هنية ل «الحياة»: «توفي والدي المريض أمس في أحد مستشفيات جدة، بعد هبوطٍ حاد في التنفس نتج منه ضيقٌ شديد في الشعب الهوائية أدى لمفارقته الحياة بعد معاناةٍ مريرة مع المرض استمرت أكثر من أسبوعين داخل أحد المستشفيات الخاصة الذي تسبب بشكل كبير في وصول والدي إلى هذه الحال الصحية السيئة والتي أفضت أخيراً إلى وفاته». واستغربت كل هذا التأخير والتسويف الذي لازم جهة التحقيق الرسمية في استدعاء ومساءلة المتسببين في الإهمال الطبي الذي حدث لوالدها، وعدم إحضارهم للعدالة حتى الآن، مؤكدةً أن كل هذا الإهمال الكامل من جميع الجهات لم يعد ذا جدوى أو فائدة، خصوصاً بعد وفاة والدها الذي ذهب ضحية الأخطاء على حد تعبيرها. وكانت فتاة مقيمة في جدة تقدمت منتصف الأسبوع الماضي بشكوى رسمية لمديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة ضد مستشفىً خاص (تحتفظ «الحياة» باسمه)، متهمةً في شكواها أحد كوادرها الطبية بالتهجم عليها وضربها، فضلاً عن سوء معاملة المستشفى لوالدها الطاعن في السن، وإلحاق الضرر به، ما تسبب في تدهور حاله الصحية، وإحالته إلى غرفة العناية المركزة. ولفتت إلى أنها لن تصمت أبداً عن الإهمال الطبي الكبير والأخطاء المشتركة الذي تعرض لها والدها من جانب المستشفى من جهة، ومن جانب لجان التحقيق من جهة أخرى، والتي تهاونت كثيراً (على حد قولها) في استدعاء المتسببين ومساءلتهم، مشيرةً إلى أنها ستلجأ إلى القضاء للمطالبة بحقها وحق أبيها وعائلتها التي يتمت بعد فقدانها لعائلها الأول. وحول ما إذا كانت ستعمل على نقل الجثة من داخل المستشفى أم أنها ستبقيها داخل ثلاجة الموتى لاستكمال التحقيقات، أوضحت أنها ستجتمع بأسرتها لاتخاذ القرار المناسب حول هذا الأمر، مشيرةً إلى أن وضع التأمينات الطبية التي كان يعالج والدها في ضوئها داخل المستشفى ستتدخل كثيراً في حسم هذا الموضوع. وكشفت أنها ستلجأ إلى جمعية حقوق الإنسان أو هيئتها العامة لبث قضيتها وإيضاح ما تعرضت له هي ووالدها أثناء مكوثها داخل المستشفى طوال فترة مرضه، موضحةً أن ما حدث لها خصوصاً من تطاول أحد الأطباء عليها أمر لا يقره الشرع. بدورها، حاولت «الحياة» الوصول إلى المتحدث الرسمي باسم مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة عبدالرحمن الصحفي، للاستفسار عن ردة فعلها تجاه القضية إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وكان هاتفه الخليوي مغلقاً.