وصلت إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم ودولة جنوب السودان طلائع القوات الإثيوبية المؤلفة من 1500 جندي كدفعة أولى لحفظ الأمن في البلدة التي استولى عليها الجيش السوداني الشهر الماضي. وستصل دفعة ثانية بالعدد نفسه خلال يومين ضمن اتفاق جرى توقيعه بين الجنوب والشمال برعاية افريقية في أديس أبابا. ووصلت القوة الإثيوبية إلى أبيي بكامل عتادها تمهيداً للانتشار في المنطقة، بعد إقرار مجلس الأمن جعل المنطقة منزوعة السلاح وإعادة انتشار القوات الشمالية والجنوبية خارجها. وبدأت القوات الزامبية في جمع امتعتها لمغادرة المنطقة. وأكد الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن القوات الاثيوبية بدأت تصل إلى المنطقة، مؤكداً استعداد قواته للإنسحاب من أبيي متى ما اكتمل انتشار القوات الاثيوبية على الارض. وقال إن انسحاب قواته مرتبط باكتمال وصول القوات الاثيوبية. إلى ذلك، قلل الصوارمي خالد سعد من تهديدات متمردي «حركة العدل والمساواة» في دارفور بالهجوم على الخرطوم، واعتبرها «فرقعة إعلامية» بعد نجاح الحكومة في توقيع اتفاق الدوحة للسلام مع «حركة التحرير والعدالة» وهي حركة أخرى متمردة في دارفور. وقال الصوارمي إن الجيش السوداني ينتشر في طول البلاد وعرضها، مبيناً أن حركات التمرد تتكبد الخسائر تلو الأخرى في دارفور وبالتالي ليست قادرة على تنفيذ تهديداتها بغزو الخرطوم. وكانت «حركة العدل والمساواة» هددت بالهجوم على الخرطوم مرة أخرى، مؤكدة رفضها اتفاق الدوحة لسلام دارفور الذي أبرمته الحكومة مع «حركة التحرير والعدالة» الخميس الماضي. وقالت الحركة في بيان عبر موقعها الالكتروني إن قواتها قادرة على معاودة الهجوم الذي نفذته في أيار (مايو) 2008 على الخرطوم، وسيكون هذه المرة بالتعاون مع حركات أخرى تتخذ موقفها الرافض نفسه لاتفاق الدوحة. ووصف البيان «حركة التحرير والعدالة» بأنها «صنيعة ومخلب قط لحكومة الخرطوم»، مؤكداً أن «الاتفاق الجديد لن يحل مشكلة دارفور». وكشفت تقارير أمس عن لقاءات جمعت رئيس قطاع الشمال في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» مالك عقار، ونائبه ياسر عرمان، مع قادة في الحركات الدارفورية المتمردة في العاصمة الاوغندية كمبالا، ومن بينهم عبدالواحد محمد نور ومني أركو مناوي وصلاح أبوسرة وعبدالعزيز دفع الله وخميس أبكر. ويُزعم أن الاجتماعات حصلت خلال اليومين الماضيين وناقشت مقترحاً من قطاع الشمال بدمج الحركات المسلحة في قطاع الشمال وتوحيد الجهود السياسية والعسكرية ضد الخرطوم. بيد أن هذا الاقتراح قوبل برفض من قبل حركات دارفور التي عرضت تحالفاً مع قطاع الشمال في «الحركة الشعبية» عوض الإندماج. من جهة أخرى، تسلمت حكومة جنوب السودان - أحدث دولة في العالم - معونات غذائية وطبية من الحكومة الإسرائيلية أرسلها جهاز المعونة الإسرائيلي الحكومي المؤلف من أكثر من 35 منظمة يهودية، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية أمس. وأوردت تقارير إسرائيلية أن المعونات التي وصلت إلى جوبا تمثل بداية الدفعات التي تنوي تل أبيب إرسالها كمبادرة حسن نيات في العلاقات بين البلدين. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الأسبوع الماضي وعرض عليه تقديم معونات ودعم لدولته الوليدة.