تطل الفنانة الأردنية ريم بشناق خلال شهر رمضان في المسلسل البدوي «بيارق العربا» في دور تصفه بأنه «مميز وجديد ويملك رؤية مختلفة ومتقدمة بالنسبة الى الدراما البدوية التي قُدمت على الشاشات العربية». وتضيف: «الدور الذي أقدمه هذا العام يبدو بطبيعته وشكله مختلفاً عن الأدوار التي قدمتها سابقاً. فبعدما كنت أجسد أدواراً رومانسية، ألعب في «بيارق العربا» دور فتاة تتعلق بأخيها الوحيد الذي تعيش معه بعد وفاة والدهما الذي قرر الخروج من عشيرته بعد خلاف مع شيخها والعيش مع أبنائه وحيدين في الصحراء، حتى أنها تُقدم على قتل نفسها خوفاً على مشاعر أخيها «سيار» (منذر رياحنة) بعد ان يُحاصرهما قطاع طرق ويحاولون اغتصابها، وهذا ربما ما يجعل الحكاية أكثر تشويقاً وبعيدة من النمطية، فالحدث الدرامي في تفاصيل العمل متصاعد ولا يسير بوتيرة واحدة». وتتحدث ريم عن التركيب والتعقيد في الشخصية، وتقول: «في هذا العمل أقدّم ما يشبه الدورين، فالشخصية متحولة ومركبة، بحيث تتحول لشبه شخصية أخرى لها أيضاً اسمان، وهنا أظهر بالعمل وكأنني أؤدي دورين لشخصيتين مختلفتين وليس دوراً واحداً، وهذا تحدٍّ كبير لي كممثلة، خصوصاً ان المسلسل ليس بسيطاً، لا على مستوى الإخراج ولا على مستوى النص، فهو مكتوب بحِرَفية عالية جداً، ويجري التعامل معه أيضاً بمستوى أستطيع أن أصفه بالسينمائي، من حيث الإخراج وشكل الإنتاج ومضمونه وحتى معدات التصوير المستخدمة». وترى ريم ان اهمية هذا المسلسل، الذي أخرجه إياد الخزوز عن نص للكاتب رعد الشلال وإنتاج «تلفزيون أبوظبي»، في أنه «ينتمي الى ذلك النوع من الأعمال العالية التقنية من كل النواحي، سواء الإنتاجية أو الإخراجية». وتقول: «أُعجبت جداً بتنفيذ المعارك، الموجودة في المسلسل بمستوى عال، إذ استُعين بفريق إيطالي متخصص بتنفيذ المعارك السينمائية، هو الفريق نفسه الذي نفذ عدداً من المعارك في أفلام عالمية كثيرة، من بينها فيلم «المهمة المستحيلة» في أجزائه الثلاثة، والذي لعب دور البطولة فيه الفنان الاميركي توم كروز، وهذا ما يجعلني مطمئنة بأنني سأظهر في عمل بمستوى عالٍ جداً فنياً، حُشدت له إمكانات النجاح كافة، وساهمت فيه طواقم فنية متميزة. فضلاً عن ان أزياء المسلسل حقيقية وتنتمي الى بيئة العمل وزمانه، فهي بسيطة وصُنّعت بالشكل الذي كانت تُصنع فيه وقتها، أي قبل 400 عام، وهي الفترة الزمنية التي ينتمي إليها العمل. وهذه أيضاً ميزة أخرى تضاف للمسلسل، فهو ليس عملاً بدوياً معاصراً، بل هو عمل بدوي تاريخي بكل ما تحمله هذه المفردة من معنى». وتوضح ريم ان المسلسل يطرح قضية الأرض، و «هذا الطرح جديد، فالمفهوم السائد عن البدو، أنهم يعيشون حياتهم مترحلين غير مرتبطين بوطن ولا بأرض، لكن «بيارق العربا» يعيد الاعتبار أكثر لمفهوم البدوي الذي ينتمي الى وطن وارض، ويعتبر أنهما لا يقلان أهمية عن الشرف والروح». وتوضح ريم ان أكثر ما جذبها للعمل في المسلسل، هو «قصته الجميلة، وقصة الفتاة «سمرة» التي تظهر في بداية العمل كفارسة، حتى ان المُشاهد قد يظن للوهلة الأولى أنها رجل وليس امرأة، وسرعان ما تواجه مصاعب الحياة التي فرضتها طبيعة البيئة، بعد قرار والدها المتوفى الانفصال عن عشيرته، ثم تفقد ذاكرتها بعد أحداث مفصلية، وتعيش مأساة فقدان الذاكرة عندما تعيش وسط أناس لا تعرفهم، فتعاني من اضطهادهم لها». وعن صورة المرأة في هذا المسلسل، تقول: «يقدم هذا العمل المرأة في شكل مختلف جداً، فهي لم تأت فقط بسياق مكمل لدور الرجل، بل كانت أكثر جرأة وصاحبة دور أساسي وحقيقي، وبالتالي استطاع هذا العمل تقديم المرأة البدوية في شكل جديد، بعيد من النمطية، وهو باختصار قدمها بأشكال مختلفة، فهي ليست فقط زوجة أو عشيقة، إنما نراها أحياناً فارسة، وأحياناً صاحبة قرار حقيقي في الحياة». وتعرب ريم عن سعادتها بالعمل مع المخرج إياد الخزوز، وتصفه بأنه «يعرف جيداً الإمساك بأدواته الإخراجية ويتمكن منها، ويعطي لكل ممثلٍ حقه في أداء دوره كما يجب». وتعتبر أن الظرف السياسي الحالي في العالم العربي، يضع الدراما في تحد كبير، من حيث القضايا المطروحة، وظروف الإنتاج وسواهما. وترى أن أهم تحد يواجه الدراما الأردنية هو التحدي الإنتاجي، وتقول: «الإنتاج في الأردن اليوم ضعيف كمّاً مقارنة بأعوام سابقة، من هنا أتمنى أن يكون هذا التراجع في عدد الإنتاجات السنوية أزمة آنية تنتهي سريعاً». وتعبّر ريم عن سعادتها بعرض العمل على فضائية أبوظبي، «لكون العمل البدوي يلقى شعبية كبيرة لدى المشاهد العربي في الخليج». وأبرز مسلسلات ريم بشناق هي: «جرح الرمال»، «دعاة على أبواب جهنم»، «نمر العدوان»، «وضحا وابن عجلان»، «بنت النور»، «الرحيل»، «راس غليص» في جزئه الثاني، «عودة أبو تايه»، «وادي الغجر»، «البوابة الثانية»، «دفاتر الطوفان»، و «على موتها أغني».