تضاربت آراء المستثمرين في مجالي الحج والعمرة، حول تأثير الثورات العربية في موسم العمرة لهذا العام. وبينما أشار بعضهم إلى «تأثيرها بعدما ألغي كثير من الحجوزات في بعض البلدان العربية»، أكد بعضهم أن «الموسم لم يتأثر لا بل زاد عدد المعتمرين من بعض الدول الأخرى على حساب البلدان العربية التي شهدت ثورات». وأوضحوا أن «التصنيف الجديد للفنادق في مكة أثر كثيراً، في ظل عدم وجود عدد كاف من الفنادق وإجبار الشركات على إسكان المعتمرين في الفنادق المصنفة فقط». وأكد المستثمر في مجال الحج والعمرة عبدالعزيز جميل ل «الحياة» أن «الأحداث في الدول العربية أثرت في موسم العمرة لهذا العام بعد إلغاء كثير من الحجوزات في هذه الدول، ولكن في بداية موسم العمرة وقبل الأحداث كان هناك إقبال كبير عن المواسم الماضية قد يصل إلى 30 في المئة». وقال: «بعد اندلاع الثورات العربية وصعوبة سفر المعتمرين فيها، تم تعويض شركات العمرة في دول أخرى من الشرق مثل باكستان وإيران». وأشار إلى أن «الفنادق في مكةالمكرمة تشكل أزمة كبيرة بالنسبة إلينا بسبب قلتها، إضافة إلى منعنا من إسكان المعتمرين في الشقق السكنية التي يسمح بها خلال موسم الحج فقط»، لافتاً إلى أن «التصنيف الجديد لهيئة السياحة والآثار أجبرنا على فنادق معينة لإسكان المعتمرين فيها، بينما في موسم الحج نستطيع إسكان الحجاج في الشقق السكنية بعد أخذ التصريحات من الدفاع المدني التي تضمن سلامة المبنى». وأضاف: «من المفترض أن يتم السماح لنا باستخدام هذه المباني في موسم العمرة مثل ما هو حاصل في موسم الحج». وأكد أن «رحلات الطيران وتأخرها أثرت كثيراً في عملنا، إذ إننا نستأجر الغرف الفندقية ووسائل النقل، وفي حال عدم وصول المعتمر، فإننا نضطر إلى دفع قيمتها حتى وصول المعتمر»، مشيراً إلى أن «المعتمرين العراقيين هم أكثر من تتأخر رحلاتهم، لأنه لا يوجد طيران مباشر إلى السعودية من بغداد، فهم مضطرون للذهاب إلى سورية ومنها إلى السعودية، وبعد الأحداث في سورية ازداد الوضع سوءاً مع المعتمرين العراقيين، وهذا ما يؤكد أن الأحداث العربية أثرت في موسم العمرة لهذا العام». وأكد رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة سعد القرشي، أن «أعداد المعتمرين في ازدياد لهذا العام والأحداث العربية لم تؤثر فينا مطلقاً». وأشار إلى أن «أزمة السكن بدأنا نتجاوزها بعد تصنيف كثير من الفنادق في المنطقة المحيطة بالحرم المكي، إذ تم إدراجها في النظام الخاص بالإسكان، وتم من خلالها استيعاب عدد كبير من المعتمرين». وتوقع عضو اللجنة ضيف الله الصالحي، أن «تبلغ نسبة الزيادة في أعداد المعتمرين من خارج السعودية لموسم العمرة لهذا العام 15 في المئة تقريباً»، مشيراً إلى أن «أزمة السكن خلال موسم العمرة أمر طبيعي في ظل وجود أعداد كبيرة من المعتمرين». وأضاف أن «المعتمرين لا يأتون دفعة واحدة، فهناك أفواج تذهب وأخرى تأتي، وغالبيتهم لا تتجاوز مدة مكوثهم أكثر من 15 يوماً». وأكد الخبير الاقتصادي ياسر السليماني أن «الأحداث السياسية في الدول العربية قد تسهم في شكل كبير في انخفاض حركة العمرة في السعودية، خصوصاً في الدول التي لم تشهد استقراراً بعد مثل ليبيا وسورية»، مشيراً الى أن «موسم العمرة لم يتأثر اقتصادياً في ظل فتح أبواب المعتمرين من الدول الأخرى بنسب أكثر من النسب المتفق عليها، حتى تتم تغطية المعتمرين الذين ألغيت حجوزاتهم بسبب الأحداث السياسية».