برلين، لودوار (كينيا) - أ ف ب - عبّر مسؤول بارز في الأممالمتحدة أمس عن قلقه على مصير ملايين الأشخاص المتضررين من جفاف خطير يجتاح القرن الأفريقي، خصوصاً أن المحاصيل ستتأخر، ولن تهطل الأمطار إلا بعد أشهر. ودفع انعدام الأمطار، أو ندرتها، خلال السنوات الأخيرة، آلاف الصوماليين إلى النزوح من بلادهم، والى إفقار الملايين في الأشخاص في كينيا وإثيوبيا وجيبوتي. وأفاد مدير «يونيسيف» أنطوني لايك قبل التوجه إلى شمال كينيا المتضرر في شكل خاص من الجفاف: «نتوقع كارثة حقيقية في الأشهر المقبلة، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحسين الوضع». وتابع أن «الوضع سيء جداً»، وانه لا يتوقع «محاصيل كبيرة قبل السنة المقبلة»، وبالتالي، «ستكون الشهور الستة المقبلة صعبة للغاية». وسيزور مدير «يونيسيف» منطقة توركانا، التي تعتبر من الأكثر تضرراً في كينيا، حيث بلغت نسبة الذين يعانون من نقص في التغذية 37 في المئة من السكان، بعدما كانت 15 في المئة خلال العام الماضي، كما أفادت منظمة المساعدة الإنسانية «أوكسفام». وقالت الممرضة في لودوار، كبرى مدن منطقة توركانا، آن لوجانو إنه «أسوأ جفاف شهدته في حياتي، لقد تضاعف عدد الأطفال الذين في المستشفى يعانون من نقص في التغذية مقارنة بالسنة الماضية». وأضافت أن «العديد منهم يأتي ضعيفاً، علماً أن المحظوظين هم الذين يصلون إلينا». وتضم كينيا اكبر مخيم لاجئين في العالم، يأوي مئات آلاف الصوماليين الفارين من النزاعات وآلاف آخرين قادمين يومياً بسبب الجفاف. وأكدت الوكالة أن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الجفاف والمعارك في الصومال تدفع يومياً نحو 1300 شخص إضافي إلى مخيم دباب. وأنشئ المخيم في 1991 لإيواء 90 ألف شخص، لكنه بات يأوي أكثر من 380 ألفاً، منهم 59 ألفاً خارجه، كما أفاد ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين. ويصعب على العاملين في المجال الإنساني مواجهة تدفق اللاجئين، فدعوا الحكومة الكينية إلى فتح مخيم جديد أنجز لكن لم يستعمل بعد. ووعدت الدول المانحة الغربية وغيرها بدفع ملايين الدولارات، لكن لايك يقول إنها لا تكفي لتغطية الحاجات كلها. وأعلنت «يونيسيف» الأسبوع الماضي لا بد من 31.8 مليون دولار لمساعدة ملايين النساء والأطفال المعرضين للخطر خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وأفادت بأن أكثر من مليوني طفل يعانون نقصاً في الغذاء في القرن الأفريقي وأنهم في حاجة إلى مساعدة عاجلة للبقاء على قيد الحياة، وتابعت أنه قد يكون منهم نصف مليون في حال خطر. ووعدت بريطانيا أول من أمس بمساعدة طارئة قدرها 52 مليون جنيه إسترليني لمساعدة نصف مليون شخص في الصومال، خصوصاً للعناية بسبعين ألف طفل يعانون من نقص في التغذية. واعتبر وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل قبل التوجه إلى كينيا أن «الوضع يتفاقم وبات خطيراً جداً في الصومال، حيث تواجه العائلات أصلاً مشاكل أمنية. ودعت «منظمة الأممالمتحدة للأغذية الزراعة» (فاو) في بيان مشترك مع «برنامج الغذاء العالمي» ومنظمة «أوكسفام» الأسبوع الماضي في بيان إلى جمع المساعدة الدولية، وأضافت أن 12 مليون شخص يفتقرون إلى الأغذية ويعانون من «وضع خطير» في تلك المنطقة. والدول المعنية هي جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا. وغالباً ما تواجه هذه المنطقة الأفريقية فترات جفاف، خصوصاً أن الحكومات أهملتها وظلت من دون كهرباء وطرق ومياه، وغيرها من المنشآت الأساسية الصحّية والتربوية. وبعيداً من العواصم، تعاني تلك المناطق من حركات تمرّد ومواجهات بين الفصائل، للسيطرة على الموارد النادرة. وأعلنت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان السبت أن الحكومة الألمانية رفعت مساعدتها العاجلة للقرن الأفريقي الذي يواجه موجة جفاف خطيرة بمقدار خمسة ملايين يورو. وأكدت برلين أن كلاً من الوزارتين سيساهم بنصف المبلغ الذي سيخصص لتأمين مؤن للاجئين خصوصاً النساء والأطفال في المناطق المتضررة.