صراحته الدائمة وبساطته في التعبير عن رأيه وقناعاته تضعه كثيراً من الأحيان في مرمى السهام، كما أن ابتعاده عن المطربين واقتصار ألحانه على شارات المسلسلات وبرامج الإذاعة والتلفزيون يعتبره البعض ضعفاً... لكن الملحن خالد العليان يصر على الابتعاد ما دام عاجزاً عن تقديم المميز والجديد، وبغض النظر عن كل الآراء فهو يؤكد على أنه لن يتعاون مع أي فنان ما لم يضمن أنه سيترك من خلال ذلك التعاون بصمة فنية مميزة. العليان في حواره مع «الحياة» دافع عن نفسه بشدة تجاه بعض التصريحات التي أطلقت ضده في الفترة الماضية، وتحدث عن جديد أعماله، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان... فإلى تفاصيل الحوار: ما جديدك مع المسلسلات التلفزيونية؟ - لدي أعمال كثيرة تنتظر العرض في شهر رمضان الكريم فإضافة إلى تلحيني لبعض الأغاني في مسلسل «بيني وبينك» قدمت ألحاناً لأعمال مثل «عيال منفوحة» و «وشوشة» و «المقطار» و «عوانس سيتي» و «وراك وراك» وغيرها الكثير فألحاني لمسلسلات هذا العام لن تقل عن عشرة ألحان وهو رقم كبير، وأتمنى أن تلقى تلك الأعمال صدى جيداً لدى الجماهير. لكن البعض يعتبر اقتصار أعمالك على «شارات» ضعفاً؟ - أولاً أنا تميزت في الشارات والدليل على ذلك أنني الأكثر تلحيناً لها ومعظمها يجد قبولاً كبيراً وتفاعلاً من الجماهير، ويمكنك اعتبار طاش ما طاش مثالاً مهماً على ذلك، ثانياً من ينتقد عليه أن يقدم ما أقدمه نفسه من أعمال وبالتميز نفسه وبعدها فليصدر الأحكام، فأعمالي البسيطة برأي البعض مثل «هين هين يالضبان» تعزف في باريس من عازفين فرنسيين وهو أمر لم يصل له سواي. أين أنت من التعاون مع المطربين، فالأغانيات هي الأساس في عمل كل ملحن؟ - أنا ابتعدت عن التعاون مع الفنانين برغبتي، فليس المهم أن أقدم عملاً لإضافة أغنية إلى رصيدي، ما يعنيني هو الكيف لا الكم ولن أقدم أي عمل لا يضيف لي، وعندما تعاونت مع أحلام في بداياتي سجلت بصمتي وكذلك الحال مع راشد الفارس وسأستمر في تقديم ما يقنعني فقط، والآن أجد نفسي في الشارات وأعمال الأطفال بشكل أكبر لذلك أقدمها. أفهم من كلامك بأن كل ما يقدم في الساحة اليوم لا يقنعك؟ - لا طبعاً فكثير من الأعمال المقدمة مميزة وتحمل نصوصاً قوية ولكن لم يقدم لي أنا مثل تلك النصوص ومتى ما وجدت من يدعمني بمثل تلك النصوص فلن أتردد في تلحين أي عمل. ولكن ألا يفترض أن تبحث أنت عن النصوص وتتواصل مع الشعراء والفنانين للحصول عليها؟ - بصراحة أنا متواصل مع عدد من الفنانين والشعراء وسبق أن عرض علي الفنان راشد الماجد التعاون معه في لحن ولكنني كسول وذلك ربما أسهم في قلة تعاوني مع الفنانين. بين هذا الكم الكبير من الملحنين في الساحة من هو الأفضل برأيك؟ - بصراحة المميزون كثيرون ولكن الأفضل برأيي هم ناصر الصالح وصالح الشهري وسهم فهؤلاء الثلاثة يقدمون أعمالاً مميزة دائماً وتجعل الجميع ينتظر ما يقدمون بفارغ الصبر. كثيرون اليوم يتحدثون عن تردي ألبومات الفنانين في الفترة الأخيرة، خصوصاً النجوم الكبار... هل تتفق مع أصحاب هذا الرأي؟ - بعض الفنانين يقدمون أعمالاً أقل مستوى من ما كانوا يقدمونه سابقاً، وبرأيي أن المشكلة تكمن في الاختيار، إضافة إلى قلة التنوع فتجد فناناً يتعاون مع ملحن واحد في أكثر من عمل للألبوم نفسه، والأجدر بالفنانين أن يبحثوا عن التجدد من خلال تعاونهم مع أسماء كثيرة على صعيد الألحان أو التوزيع وهذه النقطة مهمة جداً. بين الفنانين الخليجين اليوم من برأيك هو الأميز من خلال المحافظة على قيمة ما يقدم بالتنوع والاختيارات الموفقة؟ - راشد الماجد يأتي أولاً، فهو دائماً يحاول التجديد لذلك تجده مميزاً من خلال ما يقدم، وهو ما يحتاجه الكثير من الفنانين، وبالنسبة لي لا أحد يمتلك تلك الميزة بقدر ما يمتلكها الماجد، والذي أتمنى أن يستفيد منه الفنانين. توقع الكثيرون أن يكون اسمك موجوداً من خلال فيلم مناحي على صعيد الألحان، خصوصاً بحكم العلاقة القوية التي تربطك بفايز، ولكن ذلك لم يحدث إذ ذهبت ألحان الفيلم لناصر الصالح... لماذا؟ - علاقتي بفايز علاقة أخوّة، وهذا بالطبع لا يجبر فايز على التعاون معي على حساب أعماله، ولكن في فيلم «مناحي» أنا من رشحت ناصر الصالح لتلحين أغاني الفيلم، وأكدت لفايز بأن التعاون مع اسم مثل الصالح سيثري الفيلم لأنه أكبر من خالد العليان، ويضيف قيمة فنية أعلى وهذه هي الحقيقة. الغريب أنني قرأت على لسانك تصريحات تصف فيها ملحنين ومن بينهم ناصر الصالح، بأنهم لصوص ألحان؟ - أولا أنا لم أتكلم عن الملحنين وإنما تكلمت عن بعض الألحان، ولكن كلامي لم يفهم كما قصدته، وفسره البعض بشكل غير دقيق، وما قلته وأكرره الآن أن بعض الألحان اليوم مأخوذة من ألحان تركية، بمعنى أنها مسروقة، ولكني بالتأكيد لم أقصد ملحناً بعينه، وبالتأكيد أني لم أتحدث عن أساتذة التلحين في السعودية أو خارجها... وناصر الصالح وصالح الشهري يعرفان رأيي فيهما جيداً... لكن هناك من أراد أن يبرز على حسابي! من تقصد؟ - أقصد «نبيل الغانم» الذي قال عني كلاماً لا يقال، مع أني لا أعرف مكانه من الإعراب، هو يصف نفسه بالملحن، لكنني لا أعرف ملحناً بهذا الاسم، والغانم الوحيد الذي أعرفه هو المخرج عبدالخالق الغانم وهو استاذ كمخرج بالتأكيد، وأنا على يقين بأن مذهب من أي من شاراتي يكفي لطمس تاريخ الغانم إن كان له تاريخ أصلاً. وما حقيقة الخلاف بينك وبين المخرج عامر الحمود؟ - مع بداية «طاش ماطاش» اتفقت مع عامر الحمود على تلحين أغنية الشارة للمسلسل وهو ما كان، ولكن عامر لم يدفع لي في ذلك الوقت أكثر من كلفة الإنتاج البالغة 8500 ريال، ولم أستلم حقي وبعد خروج الحمود من العمل وتحديداً في الجزء الثالث طلب مني ناصر وعبدالله التنازل عن أغنية الشارة بعد أن أعطوني حقوقي كاملة، وهو ما حصل فعلاً، لكن الغريب أن عامر طلب مني تنازلاً جديداً بعد أكثر من تسعة أعوام أثناء إنتاجه ل «طاش ماطاش الأصلي» معتبراً أن كلفة الإنتاج التي تم دفعها مع بداية طاش كانت قيمة العمل بشكل كامل، وهذا مخالف للحقيقة وأخبرته حينها بأني سبق وأن تنازلت عن أغنية الشارة لناصر وعبدالله، والموضوع انتهى بالنسبة لي وليس من حقي التنازل عن الشارة الآن.