أكد البيت الابيض أمس (الاحد) أن المهمة الاميركية في سورية «لم تتغير»، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترامب يريد عودة القوات الاميركية الى الولاياتالمتحدة في اقرب وقت ممكن. وبعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان باريس اقنعت ترامب ببقاء القوات الاميركية في سورية «لمدة طويلة»، قالت الناطقة باسم البيت الابيض ساره ساندرز، إن «المهمة الاميركية لم تتغير»، مضيفة «الرئيس كان واضحا، إنه يريد ان تعود القوات الاميركية باقرب وقت ممكن الى الوطن». وتابعت «نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالكامل، وخلق الظروف التي تمنع عودته، ونتوقع ان يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الاقليميون مسؤولية اكبر عسكرياً ومالياً من اجل تأمين المنطقة». وفي وقت سابق، كان الرئيس الفرنسي أكد في مقابلة مع قناة «بي إف إم» التلفزيونية وإذاعة «آر إم سي» وموقع «ميديابارت» الإلكتروني أن ترامب أصبح الآن مقتنعا بضرورة الإبقاء على الوجود الأميركي في سورية. وقال ماكرون «قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولاياتالمتحدة تريد الانسحاب من سورية. أقنعناه بضرورة البقاء هناك. أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء لمدة طويلة». بدورها، أكدت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي أمس أن بلادها لن تسحب قواتها من سورية، إلا بعد أن تحقق أهدافها الثلاث. وحددت هايلي، في حديث مع قناة تلفزيون «فوكس نيوز»، ثلاثة أهداف للولايات المتحدة، وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولاياتالمتحدة للخطر، وهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران. وقالت: «هدفنا أن تعود القوات الأميركية إلى أرض الوطن، لكننا لن نسحبها إلا بعدما نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انضم إلى فرنسا وبريطانيا لتوجيه ضربات صاروخية ضد أهداف سورية، أرسل إشارات متضاربة في شأن الوجود الأميركي في سورية. وقال ترامب إنه «يريد سحب القوات الأميركية التي تبلغ حوالى ألفي جندي من سورية»، التي تشارك في الحملة على التنظيم، لكنه بدا أنه يناقض هذه الرسالة عندما قال أمس، إن «الحلفاء الغربيين مستعدون إلى مواصلة الرد العسكري، إذا لم يكف الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة». وردا على سؤال عن العلاقات الأميركية – الروسية أجابت هايلي، أن «العلاقات متوترة للغاية، لكن الولاياتالمتحدة ما زالت تأمل في علاقات أفضل». وفي غضون ذلك، أعلنت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» أمس بدء العمل في مدينة دوما، للتحقيق في تقارير عن هجوم كيماوي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني إنه «اذا تكررت افعال مماثلة في انتهاك لميثاق الاممالمتحدة، فان هذا سيحدث من دون شك فوضى في العلاقات الدولية». واعتبر الرئيسان ان «هذا العمل غير القانوني يلحق ضرراً بالغاً بامكانات التوصل الى تسوية سياسية في سورية». وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان: «وصلت لجنة تقصي الحقائق أمس إلى دمشق، ومن المقرر أن تذهب اليوم الى مدينة دوما لمباشرة عملها». وأضاف «سندعها تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط»، متابعاً أن «ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات» بحق بلاده، التي نفت مع حليفتيها موسكو وطهران استخدام السلاح الكيميائي. وكان من المقرر وصول البعثة على دفعتين الخميس والجمعة الماضيين، وتأخر وصولها حتى أمس. وتعهدت المنظمة في بيان أمس أن يواصل فريقها «مهمته في الجمهورية العربية السورية لإثبات الحقائق حول ادعاءات باستخدام اسلحة كيماوية في دوما»، على رغم الضربات الغربية. ويقول عضو ومستشار بعثة سابقة للمنظمة الى سورية، رالف تراب، إن «إزالة الأدلة من الموقع هي احتمال يجب أخذه دائماً بعين الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما اذا كان قد تم العبث بموقع الحادث».