يغيب لاعبون من الطراز الرفيع، أو بالأحرى تشكيلة مدججة بالنجوم عن نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقررة في البرازيل ال12 من الشهر الجاري إلى ال13 من المقبل لأسباب مختلفة، بينها عدم تأهل منتخباتهم الوطنية والإصابة والاستبعاد. ويأتي في مقدمة الغائبين المهاجم العملاق زلاتان إبراهيموفيتش، صاحب المركز الرابع في الترتيب جائزة أفضل لاعب العام الماضي، خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، والفرنسي فرانك ريبيري، والذي أبلى حسناً مع فريقه باريس سان جيرمان بقيادته إلى الاحتفاظ بلقب الدوري الفرنسي للعام الثاني على التوالي والتتويج بكأس الرابطة، وذلك لفشل منتخب بلاده في حجز بطاقته إلى النهائيات بسقوطه في اختبار الدور الفاصل في القارة العجوز أمام البرتغال. ويغيب للسبب ذاته أغلى لاعب في العالم الويلزي غاريث بايل، الذي ساهم بإحراز ريال مدريد الإسباني لقبي دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا هذا الموسم، لكن منتخب بلاده حل خامساً في تصفيات مجموعته القارية ليُحرم من التأهل، وحارس المرمى العملاق بيتر تشيك ومواطنه برانيسلاف إيفانوفيتش، بعد ما تألقا بشكل لافت مع فريقهما تشلسي ثالث الدوري الإنكليزي، وصاحب المربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا، في حين اكتفى منتخب بلادهما بالمركز الثالث في التصفيات. وسيحرم العرس العالمي من خدمات أحد أفضل ظهير أيسر في العالم مدافع بايرن ميونيخ الألماني دافيد ألابا، بعد ما فشل منتخب بلاده النمسا في حجز بطاقته على غرار مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وصانع ألعاب نابولي الإيطالي، ومنتخب سلوفاكيا ماريك هامسيك، والمدافع الدولي المغربي المهدي بنعطية الذي تتهافت أبرز الأندية في القارة العجوز، للحصول على خدماته بعد موسمه الرائع مع روما الإيطالي، بينها مانشستر يونايتد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ما دفع إدارة النادي الإيطالي إلى المطالبة ب61 مليون يورو للتخلي عن خدماته. الإصابات تلقى عشاق كرة القدم العالمية وكولومبيا بخاصة ضربة موجعة بانسحاب مهاجم موناكو الفرنسي راداميل فالكاو غارسيا بسبب الإصابة. واعتقد الكولومبيون أن «النمر» فالكاو سيقودهم في مونديال البرازيل بعد ما قام بجهود مضاعفة لأجل التعافي من إصابة تعرّض لها في ركبته مع فريقه في كانون الثاني (يناير) الماضي في مسابقة الكأس المحلية ضد فريق من الهواة. وكان مصير قائد المنتخب الفرنسي فرانك ريبيري مماثلاً، إذ كان ضمن اللائحة الرسمية قبل أن يستبعده المدرب ديدييه ديشان لعدم تعافيه من إصابة أسفل الظهر كان خضع إلى جراحة الشهر الماضي. وحرم المنتخب الفرنسي من خدمات لاعب الوسط كليمان غرينييه الجمعة، ليرتفع عدد المصابين إلى 3، بعد انسحاب حارس مرمى مرسيليا ستيف مانداندا أواخر الشهر الماضي. وتلقى منتخب ألمانيا صفعة قوية لغياب نجمه وبوروسيا دورتموند ماركو رويس بسبب الإصابة التي تعرّض لها في المباراة الدولية الودية أمام أرمينيا (6-1) الجمعة الماضي، إذ نقل على إثرها إلى المستشفى، قبل نهاية الشوط الأول، وأكدت الفحوص الطبية إصابته بتمزق جزئي في أربطة الكاحل الأيسر، وأضيف ريوس إلى زميله في دورتموند ايلكاي غوندوغان الذي حرمته الإصابة بدوره من خوض النهائيات. ولم تكن حال لاعب وسط ميلان ريكاردو مونتوليفو أفضل وحرمته الإصابة من الوجود في المونديال. وتعرّض مونتوليفو إلى الإصابة بكسر في ساقه اليسرى، تعرّض له خلال المباراة الدولية الودية أمام جمهورية أرلندا (صفر-صفر) مطلع الشهر الجاري. وأسهمت الإصابة بشكل كبير في استبعاد مهاجم فيورنتينا جوسيبي روسي، إذ غاب عن فريقه مدة أربعة أشهر خلال الموسم المنصرم بسبب الإصابة، ولم يكن أمامه الوقت الكافي لكي يستعيد كامل عافيته ولياقته لإقناع المدرب تشيزاري برانديلي بالاحتفاظ به. وبدوره تذوق لاعب وسط بايرن ميونيخ الدولي الإسباني ثياغو الكانتارا مرارة الغياب عن المونديال بسبب الإصابة. وكان الكانتارا نجم الدولي البرازيلي السابق مازينيو المتوج بلقب كأس العالم عام 1950، ركيزة أساسية في تشكيلة مواطنه غوارديولا، واستدعاه فيسنتي دل بوسكي إلى التشكيلة الأولية، قبل أن يستبعده لعدم تعافيه من إصابة في الركبة اليمنى تعرض لها قبل نهاية الموسم، ليلحق بمواطنه وزميله السابق في برشلونة حارس المرمى فيكتور فالديز. المستبعدون ومن أبرز الغائبين مهاجم يوفنتوس الإيطالي كارلوس تيفيز لاستبعاده من طرف المدرب اليخاندرو سابيلا على رغم تألقه اللافت في «الكالشيو»، إذ أنهى الموسم في المركز الثالث على لائحة الهدافين برصيد 19 هدفاً ساهم بها في احتفاظ السيدة العجوز باللقب للعام الثالث على التوالي. ودفع زميله الدولي الإسباني فرناندو لورنتي ثمن استدعاء البرازيلي الأصل مهاجم أتلتيكو مدريد دييغو كوستا إلى صفوف إسبانيا بطلة العالم، إذ استبعده المدرب فيسنتي دل بوسكي واستبقى فرناندو توريس، على رغم المستوى المتواضع للأخير مع تشلسي الإنكليزي، فيما ساهم الأول في تتويج السيدة العجوز باللقب المحلي، وبلوغ المربع الذهبي للدوري الأوروبي «يوروبا ليغ». ومن ضحايا الاستبعاد أيضاً لاعب وسط منتخب فرنسا سمير نصري المتوج مع فريقه مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنكليزي والذي حرم من الوجود في المونديال الثاني على التوالي، بعد ما كان المدرب السابق ريمون دومينيك استبعده من مونديال جنوب أفريقيا 2010. وعلل ديشان الاستبعاد بالعروض البعيدة عن المستوى مع المنتخب الأزرق، وبعدم تقبل اللاعب لفكرة الجلوس على مقاعد الاحتياط.