أكد خبير تقني متخصص في مجال أمن وحماية المعلومات، أن 22.6 في المئة من المؤسسات السعودية تعرضت لهجمات قرصنة استهدفت البنية التحتية التابعة لها في الربع الثاني من العام 2010، مشيراً إلى أن عدد الفيروسات التي أرسلت إلى المملكة من قراصنة المعلومات بلغ نحو 540 مليون فيروس، بحسب دراسة أعدها كرسي بحث الأمير مقرن لأبحاث أمن المعلومات في جامعة الملك سعود، لافتاً إلى أن السعودية تحتل المرتبة العاشرة عالمياً في حجم الهجمات الإلكترونية، التي تتعرض لها بنيتها التقنية. وأكد مدير تطوير الأعمال لأمن المعلومات في شركة سيسكو السعودية المهندس طلحة جراد، في موتمر صحافي عقد أمس بالرياض، أن قطاع الأعمال في السعودية بات مطالباً بتغيير طريقة إدارته للتحديات، التي يفرضها التقدم التقني الحاصل عالمياً، خصوصاً في مجال زيادة عدد الأجهزة الموصولة على شبكة الإنترنت بغرض تبادل المعلومات، وما تفرضه من مخاطر على منظومة الأمن والحماية للمعلومات داخل الشركات. وأضاف: «على الشركات وأصحاب الأعمال ملاحظة التغيّرات التي يفرضها التوسع في استخدام الأجهزة التقنية الشخصية من الموظفين، وتغيّر سلوكهم في استخدام الإنترنت داخل منشآت الأعمال، نتيجة لتنوع الأجهزة المستخدمة من أجهزة محمولة ذكية، وانتشار استخدام أجهزة ال Notebook وTablets PCs، إلى جانب زيادة قنوات ومنافذ تبادل المعلومات عبر الإنترنت، وزيادة استخدام شبكات التواصل الاجتماعية»، مشدداً على أنه «بات يشكل عبئاً كبيراً على شركات تأمين البنية التقنية لربط العدد المتزايد من الأجهزة بشبكة الإنترنت من جهة، وتأمين مستوى حماية للمعلومات المتبادلة من الموظفين من جهة أخرى، بما يخدم مصلحة الشركة وزيادة فعالية أمنها المعلوماتي». وأشار إلى أن فكرة تغيّر سلوك الموظفين في الشركات في ما يخص طريقة استخدامهم للأجهزة التقنية الموصولة بشبكة الإنترنت باتت واقعاً حتمياً، اذ اظهرت دراسة قامت بها شركة «سيسكو» للتعرف على نقاط التغير في سلوك الموظفين أن 59 في المئة من الموظفين المشاركين في الدراسة طالبوا بالسماح لهم باستخدام أجهزتهم التقنية الشخصية داخل العمل وربطها بشبكة الإنترنت واستخدمها في تنفيذ أعمالهم ومهمات العمل. وأكد المهندس جراد أهمية بناء ثقافة متخصصة بأمن الشبكات في كل مؤسسة مع إدارة المخاطر بشكل استراتيجي، مشيراً إلى بعض النتائج المهمة التي أسفرت عنها تقارير سيسكو 2010 المتعلقة بأمن الشبكات، والتي تدل على أهمية استعداد الشركات لمواجهة أي تحديات قد تواجه أمن شبكاتهم أو معلوماتهم. ففي يومنا هذا يُقدر معدل الأجهزة المتصلة بالانترنت بحوالى 5 أجهزة مُستخدمة لكل شخص حول العالم، ولكن من المتوقع أن يرتفع هذا المعدل إلى 140 جهازاً مُستخدماً لكل شخص حول العالم في عام 2013. وفي الوقت ذاته ستتزايد تهديدات أمن الشبكات بشكل كبير من 2.6 مليون تهديد معروف خلال العام الماضي إلى 5.7 مليون تهديد في 2013. وتشير دراسة عالمية جرت على عينة من موظفي الشركات الى أن 50 في المئة منهم أقروا بمخالفة تعليمات شركاتهم لمرة واحدة في الأسبوع للوصول إلى الشبكات الاجتماعية، وأن 27 في المئة منهم أقروا بقيامهم بتعديل أنظمة التشغيل المتبعة داخل الشركة للوصول إلى مواقع التواصل على شبكة الإنترنت، الأمر الذي بات يحتم على الشركات زيادة مستوى السماح للموظفين بتبادل المعلومات خارج الشركة، لكن ضمن منظومة أمن معلوماتي محكمة توفر بيئة آمنة لتبادل المعلومات. وتشير تقارير إلى أن 90 في المئة من المعلومات المتبادلة من المستخدمين للانترنت ستكون ملفات فيديو في العام 2012. وكشفت الدراسات التي قامت بها الشركة، أن 65 في المئة من الموظفين يقبلون التخلي عن 10 في المئة من رواتبهم في سبيل توفير قنوات تقنية لتنفيذ جزء من أعمالهم خارج مكاتبهم، و45 في المئة من الموظفين يتوقعون زيادة إنتاجيتهم ل3 ساعات إضافية إذا سمح بربط أجهزتهم تقنياً خلال وجودهم في المنزل، ما يزيد من قدرة الشركة على زيادة إنتاجيتها وتنافسيتها وقدرتها على النمو. وأكد 57 في المئة من مديري تقنية المعلومات، أن عامل الأمن المعلوماتي يعتبر أكبر وأهم تحد أمام التوسع في ربط الأجهزة داخل الشركات.