اتهمت روسيا المملكة المتحدة اليوم (الخميس) باحتجاز يوليا سكريبال التي تسممت بغاز أعصاب بداية آذار (مارس) مع والدها الجاسوس الروسي السابق وغادرت المستشفى بعدما تلقت علاجاً في مكان بقي سرياً، فيما أعلنت بريطانيا اليوم انها طلبت عقد اجتماع لمجلس الامن لمناقشة نتائج تقرير منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في شأن عملية التسميم. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي ان «الاحداث الأخيرة تعزز مخاوفنا من عزل مواطنة روسية. لدينا كل الأسباب للاعتقاد أننا أمام حالة احتجاز قسري لمواطنين روس أو إجبارهم على اطلاق تصريحات مزيفة». وعلى رغم أن مكان تواجدها غير معروف، إلا أن يوليا سكريبال صرحت بأنها تحصل على الدعم من ضباط الشرطة الذين يطلعونها على نتائج التحقيق. والاربعاء قالت يوليا انها لا ترغب حالياً في قبول عرض المساعدة القنصلية من السفارة الروسية، بحسب تصريحات نشرتها شرطة لندن. وكانت يوليا جاءت من روسيا لزيارة والدها المقيم في سالزبري بعد عملية تبادل سجناء بين موسكوولندن وواشنطن في 2010، بعد ان كان يمضي عقوبة بالسجن 13 عاماً في روسيا بتهمة التعاون مع الاستخبارات البريطانية. وقالت سكريبال في بيان أصدرته الشرطة البريطانية نيابة عنها مساء أمس إن «حال والدها الصحية لا تزال خطرة، وإنها لا تزال تعاني آثار غاز الأعصاب (نوفيتشوك)» المخصص للأغراض العسكرية الذي استخدم في الهجوم عليهما. وأضافت: «أقدر على التواصل مع الأصدقاء والأسرة وأُبلغت بأشخاص محددين داخل السفارة الروسية يمكنني التواصل معهم والذين عرضوا بكرم مساعدتي بكل وسيلة ممكنة». وتابعت: «لا أرغب حالياً في الاستفادة من خدماتهم، لكن إذا غيرت رأيي أعلم كيف أتصل بهم». وذكرت السفارة الروسية في لندن أن لديها شكوكاً كبيرة في أن البيان صادر حقاً عن يوليا. وكانت السفارة طلبت مرارا أن يتاح لها التواصل معها، واتهمت السلطات البريطانية بخطفها. وقالت السفارة في بيان «تمت صياغة النص بطريقة معينة، بحيث يدعم البيانات الرسمية للسلطات البريطانية، ويستبعد في الوقت نفسه كل إمكانية لتتواصل يوليا مع العالم الخارجي، سواء ديبلوماسيين أو صحافيين وحتى الأقارب». وأضافت: «باختصار تعزز الوثيقة الشكوك في أننا نتعامل مع عزل قسري لمواطنة روسية». وكانت سكريبال خرجت من المستشفى الاثنين الماضي، ونقلت إلى مكان لم يعلن عنه. وأدى الهجوم، الذي ألقت بريطانيا باللوم فيه على روسيا، إلى واحدة من أكبر الأزمات الديبلوماسية بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وتنفي موسكو أي دور في الهجوم الذي وقع في مدينة سالزبري في انكلترا. وأعلنت بريطانيا اليوم انها طلبت عقد اجتماع لمجلس الامن لمناقشة نتائج تقرير منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في شأن عملية التسميم. وكانت المنظمة أكدت في ملخص أصدرته، النتائج التي توصلت اليها بريطانيا في شأن طبيعة غاز الاعصاب المستخدم في الهجوم، مشيرة إلى أنه من نوع شديد النقاء من غاز الأعصاب «نوفيتشوك»، إلا أنها لم تكشف عن مصدره. ويتوقع ان يجرى اجتماع المجلس الأسبوع المقبل، بحسب البعثة البريطانية للامم المتحدة. ومن المقرر ان يلتقي المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية في 18 نيسان (ابريل). وذكرت وكالة «تاس» للأنباء أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال اليوم إن بلاده في حاجة لأن تدرس تقرير المنظمة. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله إن روسيا لن تعطي رأياً في شأن التقرير قبل أن تتمكن من درسه. ونسبت لندن مسؤولية الهجوم إلى روسيا التي تنفي بشكل قاطع ذلك وطلبت زيارة اسرة سكريبال. واثارت القضية أزمة ديبلوماسية خطيرة بين موسكو التي تنفي تورطها والغربيين. وترجمت باكبر عملية طرد متبادل لديبلوماسيين في التاريخ. وبحسب الاعلام البريطاني نقلت السلطات البريطانية يوليا إلى مكان آمن ما أثار غضب السفارة الروسية التي اعتبرت الاربعاء على «تويتر» أنها «محتجزة رهينة». وفي السادس من نيسان (أبريل) أعلنت وزارة الداخلية البريطانية انها رفضت طلب تأشيرة إلى فيكتوريا سكريبال ابنة شقيق سيرغي.