استدعت الخارجية الروسية أمس السفير الإسرائيلي في موسكو هاري كورين لمناقشة تطورات الوضع في سورية، وقصف الطيران الإسرائيلي قاعدة «التيفور» العسكرية، والذي أعلنت طهران أمس ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين على خلفيته إلى 7 بينهم خبير في الطائرات المسيرة (درون). وفي أول تعليق رسمي على الهجوم، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن تل أبيب «لن تسمح لإيران بترسيخ أقدامها في سورية، مهما بلغ الثمن، ولا يوجد لنا خيار آخر»، لكنه نفى مسؤولية إسرائيل بضرب «تيفور». وقال ليبرمان أثناء زيارته قاعدة عسكرية في كتصرين في الجولان السوري المحتل في مؤتمر صحافي: «قبولنا ببقاء الإيرانيين هناك كالقبول بالسماح لهم بشد الخناق حول رقابنا». ونفى أن تكون لإسرائيل علاقة بضرب قاعدة تيفور، وقال: «لا أعرف من كان في سورية ولا أعرف من هاجم تيفور». وكان المراسل العسكري لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية كتب، أن الهدف من قصف قاعدة «T4»، فجر الاثنين، كان طائرات مسيرة (من دون طيار) تابعة للقوات الإيرانية، قبل أن تكشف وسائل إعلام إيرانية أن عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في الغارة بلغ 7 عناصر بينهم العقيد في القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني والمتخصص في ال «الدرون» مهدي دهقان يزدلي. وذكرت أن من بين القتلى أيضاً سيد عمار موسوي من منتسبي الحرس الثوري بقاعدة الأهواز، وأكبر زوار جنتي من منتسبي الحرس الثوري، ومهدي لطفي نياسر القيادي في ميليشيات الباسيج في محافظة قم، وهو شقيق رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. كما قتل كل من الملازم بالحرس الثوري في قاعدة «أنصار الرضا» في محافظة خراسان الجنوبية، إضافة إلى حامد رضائي من طهران، وحجة الله نوتشمي، من محافظة غلستان، شمال البلاد. وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن جثث الإيرانيين الذين وصفوا بأنهم مستشارون عسكريون نقلت جواً إلى إيران تمهيداً لتشييعهم. من جانبه، وصف كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي، لدى وصوله إلى العاصمة السورية دمشق أمس، استهداف القاعدة العسكرية السورية بأنها «جريمة إسرائيل»، مضيفاً أنها «لن تبقى من دون رد». إلى ذلك، كشف نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، عن استدعاء سفير إسرائيل في موسكو إلى مقر الخارجية لبحث الأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط. وأضاف بوغدانوف: «نحن دعوناه فقط للحديث عن سورية. الوضع هناك متحرك ويتطور في سرعة». ورداً على سؤال حول ما إذا كان هجوم الطيران الإسرائيلي على قاعدة «تيفور» سيتم بحثه، قال: «سنناقش كل شيء». وزاد: «فقط (سنناقش) الأوضاع، وكيف تتطور كما في سورية، وكذلك في غزة، وبعض الاتصالات الثنائية. نحن مهتمون دائماً بمثل هذا الحوار النشط، لأن ديناميكيات الأحداث عالية جداً في الشرق الأوسط وتتطلب تقييمات وتوقعات مشتركة مستمرة لمنع المزيد من التصعيد». وتابع أنه «على النقيض من ذلك، يجب أن نبحث عن طرق لإزالة التصعيد وتطبيع الوضع». وتكتمت الأوساط الرسمية الإسرائيلية على هذه الغارة، ولم يصدر عن تل أبيب أي تأكيد أو نفى لتورطها في الهجوم على مطار «تي-4»، الذي كان قبل شهرين هدفاً لقصف إسرائيلي كموقع مزعوم للطائرات الإيرانية المسيّرة. وكان مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا تطرق إلى قصف القاعدة الجوية وغيرها من الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة في إفادة إلى مجلس الأمن، محذراً من «تصعيد للموقف لا يمكن السيطرة عليه».