تحت عنوان «حريري أم هاراكيري» ذكرت مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية الألمانية الصادرة اليوم الاثنين أن «حزب الله» اللبناني وزعيمه السيد حسن نصر الله يهاجمان بعنف الغرب وإسرائيل، وكذلك المجلة الألمانية المتهمة بأنها وراء توجيه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تهمة إلى عناصر في الحزب باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. وكاتب المقال في «دير شبيغل» هو إيريش فولات المختص بشؤون الشرق الأوسط الذي نشر فيها في أيار (مايو) 2009 نقلاً عن مصادر قريبة من المحكمة الدولية معلومات مفصلة عن خلفيات الاغتيال كاشفاً فيها للمرة الأولى تورط عناصر قيادية في «حزب الله» في اغتيال الحريري وشخصيات أخرى على الأرجح. ومن بين الأسماء التي ذكرها التقرير في حينه القائد العسكري للحزب مصطفى بدر الدين (متهم من المحكمة بالتخطيط لعملية الاغتيال) وسليم عياش (متهم بتنفيذ الاغتيال). وردّ نصر الله حينها بعنف على التقرير الصادر متهماً الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بوضعه، كما اتهم المحكمة الدولية بفقدان الصدقية. ونشرت المجلة في عددها الجديد صورة نادرة للمتهم سليم عياش (47 سنة) المطلوب الآن دولياً سوية مع بدر الدين (50 سنة) واثنين آخرين قالت إنهما لا يحتلان مواقع مهمة في الحزب. وفيما رجّح فولات في تقريره أن يكون بدر الدين وعياش فرّا إلى إيران التي سبق وتدربا فيها وعملا لسنوات عدة مع «ضابط الاتصال» قاسم سليماني أحد جنرالات الحرس الثوري، لم يستبعد نقلاً عن «مصادر في لبنان» أن يكون الآخران «صفّيا داخلياً». وكتب أن بدر الدين كان عضواً في «الشورى» أعلى هيئة في «حزب الله»، وعياش المولود في النبطية رئيسا ل «وحدة العمليات الخاصة» في الحزب. ولفتت «دير شبيغل» إلى أن تطورات الوضع المضطرب في سورية والتنديد الدولي بأعمال القمع الوحشية الجارية ضد المتظاهرين المسالمين زادت قلق «حزب الله» من حدوث تحوّل يقفل خطوط نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان. وبعد أن أشارت إلى أن شعور الحزب ومناصريه هو أن إيران ستبقى البلد الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه، بخاصة لجهة التمويل، أضافت أنه على رغم التأييد الإيراني الكبير للحزب، إلا أن الأخير يواجه حالياً مشكلة مالية كبيرة على عكس ما تدعيه إسرائيل، وذلك بسبب وجود شحّ إيراني ناتج من نشاطات طهران النووية والعقوبات الدولية المفروضة عليها. وتابعت من دون ذكر أي مصدر أن «حزب الله دخل في الأشهر الماضية في عمليات مالية استثمارية عدة وخسر نحو بليون يورو (نحو 1,4 بليون دولار)». ونقلت المجلة عن أجهزة استخبارات غربية وصولها إلى خيط يشير إلى أن الحزب قرر مع إيران الدخول في تجارة المخدرات لتأمين دخل مالي له يعينه على القيام بمهماته». ولحظ المقال أن نصر الله «قد يكون مهتاباً لهذا لأمر لأنه كافح باستمرار ضد المخدرات التي نعتها بالسمّ» ودعم حكومة الحريري في هذه النقطة السنة الماضية لمكافحة زراعة المخدرات».