ظل محمد بن سعد متمسكاً بالعادات الغذائية السعودية القديمة، على رغم زواجه من امرأة من دولة عربية، تختلف أطباقها وطرق تحضيرها عما تعوّد عليه. وعلى رغم مرور نحو 40 سنة على زواجهما، لم يتنازل محمد عن الأكل السعودي المفضّل، خصوصاً أثناء وجبة الغداء الرئيسية. ويقول: «حرصت على أن تتعلم زوجتي من والدتي في بداية زواجنا، عدداً من الأكلات السعودية، لتظل ملتزمة بها طوال سنوات زواجنا الأولى». كما أنه حرص أيضاً على اتقان الأطباق الشعبية، كالكبسة والقرصان والجريش والمطازيز، «وغير ذلك من المآكل التي افضلها»، مشيراً إلى أنه لم يتقبل أطباق بلد زوجته، بل انه يعتبرها أصنافاً ثانوية على المائدة. وفي الوقت الذي يحرص فيه محمد بن سعد على تناول طعامه السعودي الشعبي، تفضل أروى فهد زيارة المطعم الياباني بين حين وآخر، وتقول: «أحب تناول الأكل الياباني، وهذا يدفعني إلى زيارة المطاعم المتخصصة في بيع تلك الأطعمة بصفة مستمرة». وتشير إلى أن تناول هذه الأطعمة هو نوع من التغيير، في حين أنها في العادة تفضل تناول الأكلات السعودية، التي تعدها والدتها في المنزل. وترى أسماء الصالح أن السعوديين يفضلون «تغيير طعم اللسان»، لذا فهم يقبلون على تناول مأكولات الشعوب الأخرى، التي تنتشر مطاعمها في المدن السعودية. وتقول: «يفضل سعوديون كثر تناول وجبتي الغذاء والعشاء في نهاية الأسبوع في احد مطاعم جدة، خصوصاً بعدما اصبحت اكثر تنوعاً، وتقدم مأكولات من بلدان الشرق والغرب». ويعتبر السعوديون من أكثر الشعوب التي تتقبل اكلات الشعوب الأخرى، اذ تنتشر في السعودية مطاعم متخصصة في تقديم اطعمة عالمية، يحرص السعوديون على تناولها باستمرار، خصوصاً في ما يتعلق بالوجبات السريعة. ويؤكد عضو لجنة المطاعم والمقاهي في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، أيمن فلمبان، ارتفاع نسبة إقبال العائلات السعودية على الأكل في المطاعم، بنسبة تصل إلى 70 في المئة، خصوصاً بعدما انتشرت المطاعم العالمية والمتخصصة في تقديم مآكل مختلفة، كالمطاعم الصينية واليابانية والهندية والإيرانية والمكسيكية... ويضيف أن الإقبال على المطاعم العالمية «اصبح اليوم جزءاً من ترفيه العائلات السعودية وتسليتها».