قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح عشرة آخرون، بينهم مرشحة الى الانتخابات، في هجوم انتحاري استهدف مقراً حزبياً، وأثار أسئلة حول أمن الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في 12 الشهر المقبل. وأكد محافظ الأنبار محمد الحلبوسي أن انتحاريين استهدفوا نقطة للحشد العشائري في قضاء هيت غرب الأنبار، بالتزامن مع هجوم مماثل استهدف تجمعاً شبابياً دعت إليه مرشحة على قائمة الحل في القضاء نفسه، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح عشرة آخرين. وقالت الشرطة العراقية إن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجّر نفسه في ساعة متقدمة من مساء السبت داخل تجمع في مقر حزب الحل بمدينة هيت غرب الرمادي»، وأن «التجمع أُقيم لصالح مرشحة للانتخابات عن الحزب نفسه مع رابطة شباب حزب الحل». وقالت قيادة عمليات الجزيرة في بيان إن «قوة من لواء المشاة 29 الفرقة السابعة تمكنت من قتل ثلاثة إرهابيين انتحاريين حاولوا اقتحام مبنى حركة الحل»، مضيفاً أن «القوة تمكنت من إنقاذ رئيس مجلس هيت ومدير البلدية وإحدى المرشحات بعد أن كانوا محاصرين داخل المبنى». وتزامنت عملية الأنبار مع انطلاق الحملات الانتخابية التي تستمر شهراً، ما أثار المخاوف من نية تنظيم «داعش» ضرب عملية الانتخابات، خصوصاً في المدن التي كان يسيطر عليها. وشهدت مرحلة سيطرة التنظيم على معظم المدن السنية في العراق عام 2014، تنفيذه المئات من عمليات الإعدام بحق المرشحين السابقين الى الانتخابات، وشملت التصفيات مرشحات في الموصل وصلاح الدين والأنبار. والمحافظات الثلاث لم تتمكن طوال التجارب الانتخابية السابقة من تنفيذ انتخابات طبيعية بسبب سيطرة التنظيمات المسلحة التي كانت تحذر الأهالي من التوجه الى صناديق الاقتراع، ما مهّد لاتهامات كبيرة بالتزوير في النتائج خلال المواسم السابقة. ووفق مراقبين، فإن الموسم الانتخابي الحالي قد يكون الأول في المدن السنية التي تصوّت من دون ضغوط وتهديدات على غرار النسخ السابقة، وإن كانت برزت أخيراً اتهامات لمجموعات «الحشد الشعبي» بمحاولة فرض نمط تصويت لصالح مرشحين تابعين لها في المناطق التي تسيطر عليها. وكانت القوات العراقية أطلقت قبل نحو أسبوع عملية عسكرية في صحراء الأنبار بهدف مطاردة أهداف يُعتقد أن «داعش» ما زال يتمركز فيها، خصوصاً في المناطق الصحراوية. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية بدء تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بزيارة الإمام الكاظم في بغداد. وقال الناطق باسم الوزارة اللواء سعد معن خلال مؤتمر صحافي في بغداد: «وُضعت خطة نفسية لمكافحة الإشاعات»، داعياً الإعلاميين الى «أخذ المعلومة الدقيقة من القيادات الأمنية»، فيما أكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي منع دخول الشاحنات الى بغداد.