تعتبر لعبة «نادي البطريق» clubpenguin.com من الألعاب الإلكترونية التفاعلية الموجّهة للأطفال بطريقة تتيح لهم اللهو في بيئة آمنة ومتخصصة. وتحرص اللعبة على عدم انتهاك طفولة اللاعبين الصغار السن بأي شكل من الأشكال. إذ ابتكرت هذا الموقع الإلكتروني شركة متخصّصة بهدف إيجاد لعبة عصرية تفاعلية تسمح للصغار بالتسلية والتواصل عبر الإنترنت، مع إبعادهم عن خطر استغلال طفولتهم. ساحة ألعاب آمنة بزغت فكرة إنشاء هذه اللعبة للأميركي آن ميريفيلد عندما كان يراقب ابنه (5 أعوام) أثناء إنغماسه في إحدى ألعاب الفيديو على الكومبيوتر. فأقدم على المشاركة في تأسيس الشركة التي تدير الموقع الإلكتروني لهذه اللعبة. وسيطرت على دماغ ميريفيلد قناعة مفادها أن الأطفال بحاجة إلى حديقة ألعاب إفتراضية آمنة على شبكة الانترنت. ووفقاً للمعلومات المتوافرة على الموقع، شكّل آذار (مارس) 2005 نقطة إنطلاق «نادي البطريق» مع ابتكار عالم افتراضي، من دون إعلانات، يتيح للأطفال اللعب والتسلية والتواصل في ما بينهم. وبحسب آراء منشورة على موقعها الإلكتروني، فقد انطلق مهندسو اللعبة من كونهم آباء قبل كل شيء، فصنعوا لعبة «نادي البطريق» لتكون مكاناً آمناً يمكن ترك الأطفال والأحفاد فيه، كي يمضوا وقتاً ممتعاً من دون أن يقلق الآباء عليهم. وبعد شهور من النقاش والبحث والإختبار، فُتِح «نادي البطريق» أمام جمهور الإنترنت. وفي تشرين ألأول (أكتوبر) 2005، بفضل انتقادات بنّاءة وصلت من لاعبين وأهال، أُدخِلت تعديلات كثيرة على اللعبة. وفي آذار 2006، سجل «نادي البطريق» دخوله على «ميني كلوب» Mini Club وهو أضخم موقع إلكتروني للألعاب عبر الإنترنت. والمعلوم أنه يحمل اسم «ميني»، وهي صديقة الفأر الشهير «ميكي ماوس». وسرعان ما أصبح «نادي البطريق» اللعبة الأكثر تفضيلاً في «ميني كلوب». في آب (أغسطس) 2007، انضمت لعبة «نادي البطريق» إلى شركة «والت ديزني» في إطار شراكة أتاحت لصُنّاع اللعبة إمكان الوصول الى موارد «والت ديزني» الضخمة، ما أعطى تطوّرها دفعة كبرى. إذ أفادت تقارير إعلامية إلى أن «ديزني» دفعت 350 مليون دولار لمهندسي «نادي البطريق»، كما وعدت بدفع مبلغ مماثل إذا وصل عدد زوار اللعبة إلى أرقام مليونية مرتفعة. يشار إلى أن موقع «نادي البطريق» يشدد، بحسب نصوص منشورة عليه، على إيمانه بمبادئ سامية مثل حق كل فرد بأن يكون لديه منزل، وأن يتمتع بالصحة الجيدة والتعليم الراقي والأمل في مستقبل مشرق، مشدداً على رغبته في الانخراط مع المجتمعات المحلية المختلفة، للتعاون معها على نشر ثقافة النُبل. موافقة الأهل تتسم المشاركة في «نادي البطريق» بالبساطة والسلاسة، بحيث تتيح للطفل الملم بأساسيات استخدام الحاسوب إنجازها. يكفي أن يدخل الطفل الى موقع اللعبة، ثم يختار البطريق الخاص به عبر الإستعانة بلوحة ألوان، ويعطيه إسماً، مع لفت نظر الطفل بقوة الى ألا يستعمل إسمه الحقيقي. ويُطلب من الطفل إدخال عنوان البريد الإلكتروني لولي أمره. بعدها، يتلقى هذا الأخير رسالة من إدارة الموقع لتفعيل اللعبة، مع إشارة تقول: «طفلكم أنشأ حساباً في لعبة «نادي البطريق»، وهو يحتاج لإذنكم لبدء اللعب». وبذا، يكون على الأهل تفعيل حساب طفلهم كشرط أساسي لمشاركته في هذه اللعبة. ويمكن للأهل عند تفعيل الحساب اختيار اسلوب المحادثة الذي يفضلون أن يعتمده طفلهم. كما يستطيعون المفاضلة بين أن تقتصر أحاديث البطريق الذي صنعه طفلهم على عبارات محدّدة مسبقاً من قائمة مُعدّة، أو إختيارها من عبارات يصنعها الأهل بأنفسهم. ثم تعمل برامج كومبيوتر متخصّصة، إضافة الى مجموعة من التقنيين، على مراقبة تلك العبارات وتنقيتها، بمعنى استبعاد المعلومات الشخصية والكلمات غير المهذبة، ضماناً لسير الدردشة بين البطاريق الإفتراضية للأطفال بصورة آمنة. وبعدها، يقدّم للأهل قواعد يفترض بطفلهم التقيّد بها، مثل احترام الآخرين، وعدم التلفظ بكلمات بذيئة، خصوصاً ما يتصل بالكحول والمخدرات والجنس والعنصرية. كما يؤكد موقع «نادي البطريق» أنه غير مسؤول عن عدم حفاظ الجمهور على خصوصية معلوماته، بما فيها رقم الهاتف وكلمة المرور. وأخيراً، لا تسمح اللعبة باستخدام برامج للغش في اللعبة. عالم تفاعلي سلس «مرحباً بكم في نادي البطريق». تستقبل هذه اللافتة الطفل المشترك في النادي. وعلى وقع أنغام الموسيقى، يتنقل البطريق الإفتراضي الذي صنعه الطفل، من مكان الى آخر في عالم تغطيه الثلوج، مستعيناً بالإرشادات التي يقدمها له البطاريق المنتشرون في أرجاء المكان. وبوسع الطفل الإفادة من إرشاد إفتراضي للتنقل في أمكنة اللعبة، عبر الاستعانة بخريطة تظهر له أبرز المعالم في المدينة الثلجية. وبمجرد النقر بالماوس على المكان الذي يختاره الطفل، ينقل البطريق الإفتراضي فوراً إليه. وبصورة دائمة، يتوجب على الطفل إيصال البطريق خاصته، عبر متصفّح الإنترنت، إلى مكان يمكّنه من اللعب، وإنجاز المهمات المطلوبة والفوز بالجوائز والنقود. ويتحكّم الأطفال في بطاريقهم الإفتراضية التي تجسد شخصياتهم، كي ينوبوا عنهم في ممارسة الألعاب التي يفضلونها. وترى البطاريق تتراشق بكرات الثلج، أو تتزحلق على الجليد، أو تتزلج على المياه. وهناك ألعاب متعددة يمكن للبطاريق ممارستها، بدءاً من صيد السمك مروراً بصنع البيتزا، ووصولاً إلى التسوّق والرقص وغيرها. وصحيح أن المشاركة في اللعبة تحدث بمجرد تسجيل الإشتراك، لكن هناك نظام عضوية في النادي، يوفر للمشتركين إمتيازات أكثر من المشتركين العاديين. إذ يسمح للمشتركين شراء كثير من التجهيزات اللازمة لبناء منزل ثلجي، والحصول على ملابس تناسب البطريق الإفتراضي، شريطة أن يكسب هذا البطريق نقوداً لقاء إدائه بعض الأعمال مثل المشاركة في تفريغ حمولة شاحنة، أو عزف موسيقى مع إحدى الفرق، أو المساهمة في صنع البيتزا وغيرها. ويستطيع البطريق الإفتراضي أيضاً أن يتبنى حيواناً صغيراً ليصاحبه في تنقلاته. ويختار الطفل- اللاعب لونه وشكله. يُسمى هذا الحيوان «بوفل» puffle لكن يستطيع الطفل تغيير التسمية بحسب مزاجه. في المقابل، يحتاج هذا الحيوان إلى الرعاية والإهتمام، وإلى أمور مثل الطعام واللعب والنوم والاستحمام. ويُفترض بالطفل- اللاعب أن يلبي هذه الحاجات، وإلا سيهرب ال»بوفل» منه! وخلال التنقل في أنحاء العالم الثلجي، قد يلتقي الطفل مع قافز الصخور «روك هوبير» Rock Hopper. يفترض أن هذه الشخصية تمثّل أول من شارك في هذه اللعبة، لكن يقال أيضاً انه موظف في الشركة وليس طفلاً. وعند الإلتقاء به وإلتقاط الصورة معه، يُمنح اللاعب جائزة ب200 دولار. كما يأتي «روك هوبير» إلى اللعبة بسفينته شهرياً، مصطحباً معه كثيراً من الهدايا. وتتيح هذه اللعبة للمشاركين الجدد تكوين صداقات مع آخرين، عبر عملية التعارف بين البطاريق الإفتراضية. وكلما اتسعت شبكة علاقات اللاعب، زادت متعة التنافس بين الأطفال، ما يزيد في حيوية هذه اللعبة التفاعلية. وفعلياً، حققت اللعبة نجاحاً ساحقاً. إذ فاق عدد ممارسيها ال 12 مليوناً، بينهم 700 ألف أقنعوا أهلهم بدفع اشتراكات لا تتعدى بضعة دولارات أميركية شهرياً للحصول على نقود افتراضية، بغية شراء ملابس للبطاريق الإفتراضية، وأثاث لتزيين منازلهم الثلجية. وتؤكد هذه الأرقام نظرية تقول ان هذه الألعاب، على رغم كونها آمنة للأطفال، تساهم في تحقيق الأرباح لمبتكريها الكبار.