شهدت مدينة الجبيل الصناعية حراكاً فنياً لافتاً، مع انطلاقة مهرجان «الفن المعاصر»، الذي نظمته أخيرا الهيئة الملكية بالجبيل، ممثلة بإدارة الخدمات الاجتماعية، بالمركز الثقافي بالفناتير، إذ برزت جماليات الفن المعاصر من خلال صالة الفنون، التي ضمت 144 عملاً فنياً، ما بين لوحات وصور فوتوغرافية ومجسمات، إضافة إلى الخط العربي، لفنانين من جميع مناطق المملكة، ومن دول الكويت والعراق وروسيا. وميز الأعمال المشاركة روح معاصرة وفن حديث، إذ تنوعت ما بين المدارس الفنية الواقعية والتأثيرية والتعبيرية، لتمثل الجيل المقبل من الفن التشكيلي السعودي. ومن الفنانين المشاركين، الفنان التشكيلي عبدالستار الموسى، الذي تطرق إلى المستوى العالي لغالبية المشاركين في المهرجان وما يمتلكونه من موهبة وقدرة على التنوع والإبداع، مؤكداً أن جميع الأعمال قوية ومختارة بشكل متقن، وتبرز الطابع الخاص لكل فنان وما يستخدمه من تقنيات كثيرة. وعن مستقبل الفن السعودي المعاصر، أوضح الموسى أنه، من واقع خبرته التي تمتد أكثر من 35 عاماً في مجتمع متقدم في الفنون التشكيلية، مثل روسيا، أن في السعودية مواهب وطاقات مميزة «تحتاج إلى الانطلاقة بشكل أكبر، ومنح الفرصة والتشجيع»، مشيرا إلى أنه اعتذر عن حضور افتتاح معرض دولي من أجل الحضور والمشاركة في مهرجان «الفن المعاصر» في الجبيل الصناعية، داعياً أهالي الجبيل وزائريها إلى الحضور والاستمتاع بهذه التظاهرة الفنية. وأبرز الفنان التشكيلي هادي الخالدي أنواع الفن المعاصر، ما بين مقلد من أوروبا وأميركا الشمالية، وما تمثله من فنون أصيلة، التي هي من تراث الفنان وإمكاناته وتجاربه، والمقلد من الكتب والمجلات، مؤكداً أهمية «أن يعبر الفن المعاصر عن إبداع غير مقلد، وذي ميزة خاصة»، وتناول الخالدي النقلة التي أحدثها مهرجان «الفن المعاصر» في الجبيل الصناعية، وردة الفعل الجميلة لجمهور ورواد الفن التشكيلي. بدورها، أكدت الفنانة التشكيلية مهدية آل طالب ما شكلته السنوات العشر الأخيرة من انتشار للفن، ما جعل للفنان التشكيلي السعودي حضوره اللافت في المهرجانات والملتقيات في العالم، «كما أن مستواهم أضحى متنوعاً، وكل ذلك جاء من طريق الدراسة والخبرة والممارسة، ما جعل للفن السعودي مستقبلا مشرقا، فأصبح يحاكي الفنون العالمية». وأشادت آل طالب بما شكله مهرجان «الفن المعاصر» في الجبيل الصناعية من تنوع وإثراء كبيرين، بسبب أعداد الفنانين المشاركين من مناطق عدة ومن مختلف المدارس الفنية، ما يضيف لدى المتذوقين والمهتمين معرفة سمات الفن وتنوع مدارسه. وشملت فعاليات مهرجان «الفن المعاصر» المتنوعة بالمركز الثقافي بالفناتير، صالة الفنون، وساحة الفن والمبدعين الصغار، والعروض الضوئية والرقمية، وفرشاة الخيال والتصميم الداخلي، والخداع البصري وقصة الظل، وفاب لاب الجبيل، وسط إقبال كبير لجميع شرائح المجتمع من الجبيل وزائريها.