حذر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان من «مثلث الشر» الساعي لترويج فكر متطرف بالقوة لمحاولة السيطرة على العالم عبر أيديولوجيا متطرفة. وقال الأمير محمد بن سلمان في حوار مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية أجراه الصحافي جيفري غولدبيرغ، إن جماعة «الإخوان المسلمين» ترغب في استخدام النظام الديموقراطي من أجل حكم الدول ونشر «الخلافة» في الظل تحت زعامتهم «المتطرفة» في شتى أنحاء العالم، لتتحول إلى إمبراطورية حقيقية متطرفة يحكمها مرشد الجماعة، مؤكداً أن «الإخوان» هي جزء من «مثلث الشر» المتمثل في النظام الإيراني وجماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات الإرهابية. وأضاف إن النظام الإيراني الذي يحاول نشر فكره المتطرف عبر الترويج لولاية الفقيه، يسعى لذلك اعتقادا منهم أن الإمام المخفي سيظهر وسيعود ليحكم العالم من إيران وينشر الإسلام حتى في الولاياتالمتحدة «وهم يروجون لذلك كل يوم منذ الثورة الإيرانية في عام 1979. وهذا الشيء مسلم به في قوانينهم وتثبته أفعالهم». وأشار إلى ان هتلر لم يقم بما يحاول المرشد الإيراني علي خامنئي القيام به، لافتاً إلى أن هتلر حاول احتلال أوروبا، لكن المرشد الإيراني يحاول أن يحتل العالم. واعتبر أن المرشد الأعلى الإيراني يجعل من هتلر يبدو شخصاً جيداً، موضحاً «كلاهما شخص شرير. هو هتلر الشرق الأوسط. وفي العشرينات والثلاثينات، لم ينظر أي أحد إلى هتلر باعتباره خطراً، مجرد عدد قليل من الناس، إلى أن حدث ذلك. نحن لا نريد أن نرى ما حدث بأوروبا يحدث في الشرق الأوسط. نُريد إيقاف ذلك عبر التحركات السياسية والاقتصادية والاستخباراتية. نُريد تجنب الحرب». وأكد أن تنظيمي «القاعدة» و«داعش» يسعيان بالقوة إلى إجبار المسلمين والعالم على أن يكونوا تحت حكمهم وأيديولوجيتهم المتطرفة، مشيراً ألى أن قادة التنظيمين كانوا جميعاً في الأصل أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين «مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقائد تنظيم داعش». وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن «هذا المثلث يروج لفكرة أن الله والدين الإسلامي لا يأمرنا بنشر الرسالة فقط، بل بناء إمبراطورية يحكمونها بفهمهم المتطرف، وهذا يخالف شرعنا وفهمنا. وللعلم فإن فكرهم هذا يخالف مبادئ الأممالمتحدة أيضاً، وفكرة اختلاف القوانين في مختلف الدول بحسب حاجة كل دولة». وأكد أن السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات واليمن، تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأممالمتحدة، فيما مثلث الشر لا يريد القيام بذلك. وقال ولي العهد: «لدينا مخاوف حول مصير المسجد الأقصى وحق الفلسطينيين»، مشدداً على أن المصالح العربية مع إسرائيل مرهونة بتحقيق سلام منصف. وفي ما يتعلق بالمرأة السعودية، شدد على عدم وجود فرق بين الرجال والنساء في الدين الإسلامي، موضحا أن نصف سكان السعودية من النساء، ويدفع للنساء نفس المقابل المالي الذي يُدفع للرجال. وسيتم تطبيق هذه اللوائح على القطاع الخاص. وقال الأمير محمد بن سلمان: «أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونصفها من النساء، لذا أنا أدعمهن»، مضيفاً: «قبل عام 1979 كانت هناك عادات اجتماعية أكثر مرونة، ولم تكن هناك قوانين للولاية في المملكة العربية السعودية، وأنا لا أتحدث عن قبل زمن طويل في عهد النبي، بل في الستينات، لم تكن النساء ملزمات بالسفر مع أوليائهن الذكور (مادامت في صحبة آمنة)، لكن هذا يحدث الآن، ونتمنى إيجاد طريقة لحل هذا الأمر بحيث لا يضر بالعائلات ولا يضر بالثقافة». وعن إمكان إلغاء هذه القوانين، أوضح ان هناك الكثير من الأسر المحافظة في السعودية «هناك الكثير من العائلات المختلفة في فهمها وعاداتها بالداخل، فبعض العائلات تحب أن تكون لها سلطة مطلقة على أفرادها، وبعض النساء لا يرغبن في سيطرة الرجال عليهن، هناك عائلات تعتبر هذا أمراً جيداً، وهناك عائلات منفتحة وتتيح للنساء والبنات حرية أكبر في ما يُردن. لذا إذا قلت نعم على هذا السؤال فهذا يعني أنني أخلق مشاكل للعائلات التي لا تريد إعطاء الحرية لبناتها». وأشار إلى أن «السعوديين لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، صحيح أننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية، ولكننا نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية (بما لا يؤثر فيها)».