نقلت إسرائيل معركتها الديبلوماسية ضد المشروع الفلسطيني لنيل اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية مستقلة، خلال اجتماعها السنوي في ايلول (سبتمبر) المقبل، إلى «دول نائية في أنحاء العالم» في محاولة لتجنيدها للتصويت ضد مشروع القرار. وكانت إسرائيل ألقت في الأشهر الأخيرة بثقلها لإقناع «دول ذات شأن» لمعارضة المشروع الفلسطيني، وكرست جهداً خاصاً لدى دول اوروبية مركزية في مسعى أراد منه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أن يقول للعالم إن «الدول ذات الوزن الحقيقي» وعلى رأسها الولاياتالمتحدة ودول اوروبية وغيرها تعارض المشروع ما من شأنه أن يفقده الكثير من وزنه. ومنذ أيام تكرس إسرائيل جهودها لحشد تأييد دول صغيرة أيضاً، بعضها غير معروف ولا يحظى في العادة بأي اهتمام إسرائيلي او فلسطيني، بهدف تقليص عدد الدول التي يتوقع ان تدعم القرار الأممي. وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن الخارجية الإسرائيلية توجهت لدول كثيرة، في افريقيا ودول جزر الكاريبي، لحملها على معارضة المشروع. وأفادت بأن الوزارة تدرس حالياً توجيه دعوة وزراء خارجية دول الكاريبي ال 15 الصغيرة لزيارة الدولة العبرية. وأشارت إلى قيام وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أخيراً بزيارة ألبانيا هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي منذ 17 عاماً. وأضافت أن السفير الفلسطيني لدى ألبانيا سلم بعد مغادرة ليبرمان رئيس الحكومة الألبانية رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ما يبدو رداً فورياً على محاولة إسرائيل ثني ألبانيا عن دعم الدولة الفلسطينية. وتشتد المعركة الديبلوماسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عشية انعقاد مؤتمر الاتحاد الأفريقي في غينيا نهاية هذا الأسبوع، إذ يقوم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بزيارة عدد من الدول الأفريقية لإقناعها بدعم مشروع قرار يؤيد إعلان الأممالمتحدةفلسطين دولة مستقلة، وفي المقابل يعتزم وزراء إسرائيليون غزو دول أفريقية لإقناعها بمعارضة المشروع. ووفقاً لوثائق داخلية لوزارة الخارجية الاسرائيلية فإن السلطة الفلسطينية بلورت خطة للقيام بحملة ديبلوماسية مضادة للمساعي الإسرائيلية لإحباط مشروع القرار الأممي «وذلك بعد أن اعتقدت (السلطة) حتى قبل شهرين أن مسألة نيل غالبية جارفة مسألة سهلة». وأضافت أن سفراء السلطة في عدد من الدول أبلغوا قيادة السلطة بالهجمة الشرسة التي تديرها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ما حدا بالسلطة إلى إقامة «غرفة عمليات» لمتابعة هذه المسألة برئاسة الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه. وترى أوساط الخارجية الإسرائيلية أن الحملة التي شرعت فيها قبل اشهر أثمرت موقفاً مؤيداً وصريحاً من الولاياتالمتحدة وكندا ودول اوروبية مثل ألمانيا وايطاليا ضد المشروع الفلسطيني. وتابعت «هآرتس» أن الولاياتالمتحدة ما زالت تبذل جهوداً لايجاد صيغة بديلة للتصويت في الأممالمتحدة تعرضها على اجتماع الرباعية الدولية الاثنين المقبل، لكن مصادر إسرائيلية تستبعد أن تتكلل المساعي الأميركية بالنجاح «إزاء الموقف الفلسطيني الذي يرى أن الآمال باستئناف المفاوضات على اساس حدود العام 1967 معدومة». وأضافت الصحيفة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لا يكل عن بذل جهود لإقناع زعماء دوليين بمعارضة القرار الأممي المتوقع. ووفق أوساط قريبة منه فإن الهدف الذي وضعه نصب عينيه هو إقناع 30 دولة بمعارضة مشروع القرار، لكن أوساطاً سياسية شككت في قدرة إسرائيل على تحقيق هذا الهدف. وتدعي إسرائيل في حملتها أن المشروع الفلسطيني هو موضع خلاف داخل القيادة الفلسطينية وأن هناك قياديين بارزين يعارضونه أمثال رئيس الحكومة سلام فياض. كذلك تقول الدعاية الإسرائيلية إن غالبية الفلسطينيين باتت تدرك أن اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين لن يغير الواقع الميداني. على صعيد آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مجلة «باماهاني» التي يصدرها الجيش الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي يجند رجال الدين اليهود لتعزيز ما يصفه القيم الدينية بين جنوده على الجبهة، الأمر الذي واجه انتقاداً لهذه الخطوة وتحذيراً من تشكيل «جيش للرب». وبموجب الخطة سيكلف حاخام من قوات الاحتياط بالعمل مع كل كتيبة في القيادة الشمالية للجيش والتي تقع ضمن مسؤولياتها حدود اسرائيل مع كل من لبنان وسورية. ولفتت المجلة الى ان «ادخال الدين في الكتائب القتالية في تزايد». وعلى رغم ان الحاخامين يخدمون في الجيش الاسرائيلي منذ فترة طويلة الا ان دورهم اقتصر على تطبيق أحكام الدين اليهودي في ما يتعلق بالطعام والعطلة والاحتفالات الدينية، فيما تمنحهم الخطوة الجديدة دوراً دينياً أكبر. ووسع الجيش الاسرائيلي من دور رجال الدين في الحرب على غزة في 2008 - 2009 حين رافق رجال دين عسكريون كتائب الاحتياط التي هاجمت القطاع. وانتقد بعض الاسرائيليين خلط بعض الحاخامين على الجبهة الدين بالسياسة، إذ كانوا يقولون للجنود انهم يخوضون «حرباً دينية» لطرد «الاغيار الذين يتدخلون في فتحنا لهذه الاراضي المقدسة». ولفت المنتقدون الى انه يفترض ان يكون الجيش غير مسيس، في ظل شكوى الغالبية العلمانية منذ عقود من النفوذ السياسي والاجتماعي القوي للاقلية الدينية على الحياة الاسرائيلية.