كشف المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) استغلال التنظيمات الإرهابية تقنيات مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، في التوسع والاستقطاب ونشر الانتصارات «الوهمية» غير الموجودة على أرض الواقع، مشيراً إلى وجود سبعة عوامل سهلت للمتطرفين انتشارهم في شبكات التواصل. وقال «اعتدال» إن مواقع التواصل وتقنياتها الاعلامية سهلت انتشار 90 في المئة من المحتوى المتطرف، فيما استطاعت الجمع بين أفراد ينتمون إلى هويات وجغرافيا مختلفة في مجموعات افتراضية واحدة، لخدمة أهداف لا يستطيعون تنفيذها على أرض الواقع. وأطلق المركز، الذي افتتحه الملك سلمان بن عبدالعزيز مع عدد من قادة العالم، وفي مقدمهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أيار (مايو) عام 2017، حملة توعية عن التطرف في شبكات التواصل، عبر حسابه الرسمي في «تويتر» كشف من خلالها عن عوامل سهلت للتنظيمات الإرهابية التوسع عبر تلك الشبكات، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة في مواقع التواصل وفرت «بيئة خصبة» استغلها المتطرفون لنشر «دعاياتهم الباطلة وجذب مقاتليهم وتنفيذ خططهم بكلف منخفضة». وأسهمت سهولة التسجيل والدخول في مواقع التواصل، وإمكان استخدام اسماء مستعارة لعدم اثبات الهوية، إضافة إلى سرعة نشر المعلومات في وقت قياسي، في تسهيل التواصل العالمي بين افراد تلك التنظيمات. وأبان المركز أن عدم فرض الرسوم على تلك المواقع، وسهولة جمع معلومات مختلفة من منصة واحدة، وقلة الرقابة وانعدامها في بعض البرامج، من أكثر العوامل التي ساعدت التنظيمات الإرهابية في استغلال تلك المواقع، إضافة إلى إمكان بناء حوارات في غرفة واحدة من مناطق جغرافية مختلفة. وأوضح «اعتدال»، ومقره الرياض، أن شبكات التواصل باتت عالماً لا حدود له ولا حكومة، مشيراً إلى استغلال التنظيمات المتطرفة هذه المساحة الآمنة، في الفضاء السيبراني الذي شكله «إنترنت»، وتحويله إلى ساحة حرب افتراضية، تبث من خلالها سمومها الخبيثة في محاولة لجمع الأنصار، والترويج لانتصارات وهمية . وأشار المركز في تغريداته إلى أن المراقب لنشاط التنظيمات المتطرفة في مواقع التواصل يجد أنها نجحت في الانتشار والتوسع، ليس على أرض الواقع، ولكن بين ثنايا تلك المواقع والبرامج، اذ اتخذت التنظيمات من «تويتر» و«تيليغرام» و«يوتيوب» وبقية المنصات «ملجأً» وسكناً تعبئ من خلالها عناصرها وتستقطب عناصر أخرى، مؤكداً تمدد تلك التنظيمات عبر شبكات التواصل . ووصف «اعتدال» التنظيمات الإرهابية ب«البكتيريا العفنة، التي تتكاثر على رغم محاربتها»، مؤكداً وجود مئات الحسابات التي تنشأ يومياً لمؤيدين ومناصرين للتنظيمات، إضافة إلى نشر آلاف الصور على مدار الساعة عن انتصارات ومعارك ليست موجودة على أرض الواقع، على رغم الجهود اليومية التي تبذلها منصات التواصل لمحاصرة تلك التنظيمات وإقصائها. يًذكر أن مركز «اعتدال» يعد مرجعاً رئيساً لمكافحة الفكر المتطرف، من خلال رصده وتحليله والتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات لنشر وتعزيز ثقافة الاعتدال. ويطور المركز تقنيات يمكنها رصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرف بدقة عالية، وجميع مراحل معالجة البيانات وتحليلها يتم بشكل لا يتجاوز ست ثوان فقط من لحظة توافر البيانات أو التعليقات في «إنترنت»، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي. ويتمتع «اعتدال» بمقومات نجاح مختلفة تكمن في تفوقه التقني غير المسبوق في مجال مكافحة الفكر المتطرف وأنشطته التي تتم عبر مواقع «إنترنت» وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام عموماً، إذ جرى تطوير برمجيات مبتكرة وعالمية المستوى قادرة على رصد وتحليل وتصنيف أي محتوى متطرف بدرجة عالية من الدقة، ما يتيح آفاقاً جديدة في مجال مكافحة هذا الفكر. وهذه التقنيات العالية المستوى تعمل بجميع اللغات واللهجات الشائع استخدامها في أطروحات هذا الفكر في تطبيق أساسي لمقدراته التقنية ومهاراته البشرية، مع تطوير نظم ذكاء اصطناعية متقدمة لتحديد المواقع الجغرافية التي تحتضن بؤر الفكر المتطرف وحواضنه.