يعد المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي تستضيف مقره مدينة الرياض إحدى ثمرات جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وقادة دول العالم في التعاون المشترك من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب من خلال مواجهة فكره المتطرف عبر طرق حديثة أجمع المختصون على قوة فاعليتها الإيجابية. ويعبر مركز «اعتدال» عن الإيذان ببدء مرحلة متقدمة ومتطورة في محاربة التطرف وتعزيز التعايش والتسامح بين شعوب العالم، وذلك في إطار حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تكثيف التعاون الدولي، وترسيخ أسس السلام، وثقافة الوسطية، وروح الوئام بين الشعوب كافة. ويكمّل المركز الجهد الكبير الذي بذلته الدول الإسلامية طيلة العقود الماضية في حربها على الإرهاب والفكر المتطرف، واستشعاراً منها لما تمثله محاربة هذا الفكر الدخيل من أولوية قصوى للمسلمين والعالم بأسره، وأكد مجلس الوزراء السعودي أن إنشاء «اعتدال» يجسد جهود المملكة الكبيرة واستمرارها في العمل بشكل وثيق ومنسق مع المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب، وتتبع الإرهابيين والقضاء على التنظيمات الإرهابية، كما سبق أن شكلت في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، وقدمت دعما لمركز مكافحة الإرهاب الدولي قدره 110 ملايين دولار. وتؤكد السعودية من خلال استضافتها للمركز رسالتها الداعية إلى نشر ثقافة السلام محلياً ودولياً، وترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة حول العالم وسيكون المركز مرجعاً رئيسياً في مكافحة الفكر المتطرف، من خلال رصده وتحليله للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات لنشر وتعزيز ثقافة الاعتدال. ويقوم المركز بتطوير تقنيات مبتكرة يمكنها رصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرف بدقة عالية، وجميع مراحل معالجة البيانات وتحليلها تتم بشكل لا يتجاوز ست ثوان فقط من لحظة توفر البيانات أو التعليقات على الإنترنت، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي. ويتمتع مركز «اعتدال» بمقومات نجاح مختلفة تكمن في تفوقه التقني غير المسبوق في مجال مكافحة الفكر المتطرف وأنشطته التي تتم عبر مواقع الإنترنت، ووسائل شبكات التواصل الاجتماعي، والإعلام بوجه عام، إذ جرى تطوير برمجيات مبتكرة وعالمية المستوى قادرة على رصد وتحليل وتصنيف أي محتوى متطرف بدرجة غير مسبوقة من الدقة، ما يتيح آفاقاً جديدة في مجال مكافحة هذا الفكر. وهذه التقنيات عالية المستوى تعمل بجميع اللغات واللهجات الشائع استخدامها في أطروحات هذا الفكر في تطبيق أساسي لمقدراته التقنية ومهاراته البشرية مع تطوير نظم ذكاء اصطناعية متقدمة لتحديد المواقع الجغرافية التي تحتضن بؤر وحواضن الفكر المتطرف. وتمنح هذه المقومات مركز «اعتدال» قدرة عالمية واسعة للوصول إلى منابت الفكر المتطرف والتعامل معها مع صناعة إعلام ومحتوى محترف ينشر التسامح والاعتدال، ويواجه بكفاءة أي أطروحات متطرفة تحت إشراف «لجنة الفكر العليا» التي تضم نخبة من كبار المفكرين والعلماء المسلمين من العالم أجمع ومن القادرين على مواجهة هذا الفكر الذي لا يمت للدين الإسلامي بأي صلة. ويعمل المركز على تفنيد خطاب الإقصاء وترسيخ مفاهيم الاعتدال، وتقبل الآخر، وصناعة محتوى إعلامي يتصدى لمحتوى الفكر المتطرف بهدف مواجهته، وكشف دعايته الترويجية من خلال تحليل عدد من الخبراء الدوليين المتخصصين والبارزين في مجال مكافحة الخطاب الإعلامي المتطرف على وسائل الإعلام التقليدية والفضاء الإلكتروني كافة. كما يعمل بمختلف اللغات واللهجات الأكثر استخداماً لدى المتطرفين، ويجري تطويرا لنماذج تحليلية متقدمة بغية تحديد مواقع منصات الإعلام الرقمي، وتسليط الضوء على البؤر المتطرفة، والمصادر السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد.