استبقت إسرائيل احتمال توجه الفلسطينيين، أو جهات أخرى إلى الأمم، المتحدة للمطالبة بلجنة تحقيق في أحداث الجمعة الماضي في قطاع غزة والتي استشهد خلالها 16 فلسطينياً وجرح المئات برصاص جيشها خلال «مسيرة العودة الكبرى»، وأعلنت «رفضها التعاون مع أية لجنة تحقيق»، فيما كرر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أن «الجيش الإسرائيلي الأكثر أخلاقيةً في العالم». ورد نتانياهو بغضب على انتقادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف التصرف الإسرائيلي الجمعة الماضي باللا إنساني، وكتب على صفحته على «تويتر» إن «الجيش الأكثر أخلاقيةً في العالم لن يقبل عظاتٍ في الأخلاق ممن يفجر منذ سنوات مدنيين من دون تمييز». وأضاف متهكماً أنه «يبدو أنه هكذا يحتفلون في تركيا بالأول من نيسان (أبريل)». في إشارة إلى «كذبة الأول من نيسان». وكان نتانياهو بعث مساء السبت بالتحية «لجنودنا الذين يحافظون على الحدود ويتيحون لمواطني إسرائيل الاحتفال بالعيد (الفصح العبري) بهدوء»، مضيفاً أن إسرائيل «تعمل بحزم وشدة لتحمي سيادتها وأمن مواطنيها». ونقلت الإذاعة العامة عن أوساط عسكرية توقعاتها بأن التظاهرات ستتواصل أياما كثيرة أخرى، بداعي أن «حماس معنية بمواصلة إنتاج عناوين ولفت نظر العالم للقطاع». وأضافت أن الأمر يتطلب من الجيش «مزيداً من اليقظة والتأهب، مع استخدام القوة والانضباط في آن». من جهته قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان للإذاعة العبرية أمس، إن إسرائيل «لن تتعاون مع أية جهة تطلب التحقيق في رد الجيش الإسرائيلي على تظاهر الفلسطينيين قرب الحدود مع غزة»، مهدداً بأن إسرائيل «ستتصرف في شكل أقسى في المرة المقبلة». واعتبر أن مسيرة العودة «فشلاً» بالنسبة لحركة «حماس» إذ شارك فيها نحو 40 ألفاً، «90 في المئة منهم من أفراد حماس وموظفيها وعائلاتهم التي أجبرت على المشاركة، ولم يشارك عامة الشعب». وزاد أن «أي دولة في العالم كانت سترد بشكل أعنف لو تم المساس بسيادتها». وأضاف أن «المسيرة كلفت حماس 15 مليون دولار على الأقل»، و «السؤال هو ما هي كمية الأدوية التي يمكن شراؤها بهذا المبلغ. الوضع المعيشي في القطاع صعب، لكن قيام حماس بصرف مبلغ كهذا يقول كل شيء». وهاجم ليبرمان بشدة زعيمة حزب «ميرتس» اليساري الجديدة ميخال زاندبرغ على مطالبتها الجيش بإجراء فحص داخلي مستقل لتعليمات إطلاقه النار الجمعة الماضي، واتهمها بأنها تمثل مصالح الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي وليس مصلحة إسرائيل. من جهته اعتبر وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان تظاهرة الفلسطينيين «نشاطاً إرهابياً وليست احتجاجاً مدنياً شرعياً». ودافع عن «طهارة سلاح الجيش الإسرائيلي» مضيفاً أنه إذا حصل إشكال ما «فسنقوم باستخلاص العبر، لكننا لن نشكك في طهارة السلاح بسبب أشرطة فيديو تبثها حماس»، مضيفاً أن إسرائيل «لن تتأثر لا بانتقادات «ميرتس» ولا بالانتقادات الدولية». ولكن المحلل في الشؤون القضائية في موقع «وللّا» نصح قيادة الجيش بالشروع في إجراء تحقيق داخلي في الأحداث يشرف عليه ضباط وليس جهة خارجية ليكون بمثابة «جدار واقٍ» أمام احتمال تقديم شكاوى للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أو قيام الأممالمتحدة بتعيين لجنة تحقيق على غرار ما فعلت بعد الحرب على القطاع عام 2009 (لجنة غولدستون). وفي أنقرة، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ب «الإرهابي»، بعدما رفض الأخير أن يتلقى جيشه «دروساً حول الأخلاق». وقال أردوغان في خطاب متلفز أمام أنصاره في أضنة جنوب البلاد: «أنت محتل يا نتانياهو وبوصفك محتلاً أنت موجود على هذه الأرض. في الوقت نفسه أنت إرهابي»، داعياً إياه إلى «الكف عن مناكفة المظلومين، والتزام الصدق»، مؤكداً أنه «لن يتلقى من تركيا رداً إيجابياً ما لم يكن صادقاً». وزاد: «ليس هناك من يحبك بصدق في هذا العالم. لقد كان الرد الدولي في الأممالمتحدة على خطوتك المتعلقة بالقدس واضحاً. لا يغُرَّنك امتلاكك أسلحة نووية؛ فهي قد لا تعمل عند الحاجة إليها».