انتقد حضور في المقهى الثقافي في نادي الدمام الأدبي، «إكليل الخلاص» للكاتب محمد المزيني، متهمين الرواية ب«الإخلال بالحبكة»، و«عدم البناء الجيد للشخصيات»، و «المعالجة الخاطئة لموضوع الجنس»، إلى درجة تصنيفها من جانب البعض ضمن «الروايات المسيئة لصورة المملكة أكثر من أحداث 11 سبتمبر»، ولمّح القاص عبدالله الوصالي، إلى «تعجّل الكاتب في كتابة الرواية، على رغم أنه لم يجد نفسه في القصة القصيرة»، التي قال: إنها «تعلم الكاتب كيفية اختيار الألفاظ»، مستغرباً من أنه «استطاع أن يكتب خلال خمس سنوات، ست روايات، وهو الرقم لم يسجله كاتب سعودي آخر». ووصف شخصيات الرواية ب «الشهوانية». وتساءل الناقد احمد سماحة، عن «إمكان كون الجنس هو الخلاص المقصود في عنوان الرواية». وأضاف أنّ «الكاتب قدّم من خلال الرواية السيرة المجتمعية، عبر مجموعة من الأشخاص لم يكن لهم حاضن مكاني واحد». واكتفى محمد الرشيد بالقول: «إن الكاتب فشل في تسجيل العواطف الشخصية وانعكاساتها في الواقع»، مضيفاً أن «الشهوانية في الرواية غير معقولة، ولا مُبررة». فيما قال إبراهيم السماعيل: «إن الرواية تعبّر عن زمن يعيشه الشباب لم يعشه هو في شبابه، حين كانت العلاقة بالمرأة طبيعية وبعيدة عن الكبت»، وهو ما أيده القاص زكريا العبّاد، الذي رأى أن الرواية «ضمن مجموعة من الروايات التي تعبر عن إفرازات مرضية ناشئة عن كبت متولد من علاقة غير طبيعية بالمرأة، يتضخّم فيها المحرم والممنوع». وقدم الروائي هشام آدم، ورقة نقدية عبر محاور أساسية، أولها اللغة، والتي ذكر أنها «لغة ثرة وغنية بالمفردات الجديدة». وأشاد ب«متانة اللغة واستقائها بمعين اللغة القرآنية»، مؤكداً خروجه بحصيلة «لغوية جيدة» من خلال قراءته للرواية. بدوره، انتقد الروائي محمد المزيني، النقاش الدائر في المقهى، واصفاً تعليقات الحضور ب «مجرد اجتهادات لا ترقى إلى مستوى النقد الأكاديمي المطلوب، إلا أنها تحرك ساكناً يشكرون عليه». وأضاف «كتبت القصة القصيرة في وقت مبكر، ونشر منها في عدد من الصحف. ولدي حالياً، ثلاث مجموعات قصصية رهينة الأدراج، ولكنني لا أريد الاشتغال بأكثر من فن في وقت واحد»، ممتدحاً رواياته، في معرض رده على من انتقد إكثاره من كتابة الروايات، قائلاً: «إن واحدة منها درست مرتين للماجستير والدكتوراه في جامعتين فرنسيتين مختلفتين»، موضحاً أن روايته «عرق بلدي»، «حققت المكانة الأعلى مبيعاً لأكثر من مرة». وتمنى «لو تضمنت جلسة المقهى متخصصاً في النقد، يسهم في إلقاء الضوء على ثيمة الرواية التي لم يتطرق إليها المنتدون».