أكّد رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، أن جولته الخليجية التي تبدأ اليوم من السعودية، تهدف إلى تعزيز العلاقات والتنسيق لمواجهة القضايا الإقليمية والدولية. وقال الشيخ ناصر في حديث إلى «الحياة»، إن الكويت «تعتز وتقدر مواقف شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية تجاهها، والشعب الكويتي يكنُّ كل تقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولن ننسى موقف المملكة خلال الغزو العراقي عام 1990». وأضاف: «أتطلع إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين للاستفادة من حكمته ورؤيته الثاقبة لمختلف القضايا والأمور الإقليمية والدولية التي تحيط بمنطقتنا». وعن الوضع في البحرين قال: «الآن تحقق الاستقرار على أرض البحرين بفضل حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقد بدأت عملية الحوار الوطني بين كل الأطراف منذ السبت الماضي». وشدّد على أن علاقات دول الخليج مع إيران تاريخية، وهي في إطار حسن الجوار، شرط عدم التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، لافتاً إلى أن الثورات العربية هي نتيجة أوضاع اقتصادية وسياسية، وتسعى إلى الإصلاح، «ودول الخليج العربي تقوم منذ سنوات بعمليات إصلاح جذرية». وهنا نص الحديث: ما الملفات التي تحملونها خلال جولتكم وستناقشونها مع قادة الدول الخليجية؟ - الجولة تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين دول المجلس (التعاون الخليجي)، إذ نتشاور دائماً في مختلف الأمور، لما فيه خير الشعوب الخليجية العربية وازدهارها، إضافة إلى التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية. ما المواضيع المطروحة للنقاش مع خادم الحرمين؟ وكيف تنظرون إلى مسار العلاقات السعودية - الكويتية؟ - المملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى التي نعتز ونقدر مواقفها لخدمة الأمتين العربية والإسلامية، والشعب الكويتي خصوصاً يكنُّ محبة وتقديراً كبيرين لخادم الحرمين الشريفين ولقادة المملكة وشعبها الشقيق، ولا يمكن أن ينسى موقف المملكة خلال محنة الغزو عام 1990، وإنني أتطلع إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاستفادة من حكمته ورؤيته الثاقبة تجاه مختلف القضايا والأمور الإقليمية والدولية، وسأنقل إليه تحيات أخويه أمير البلاد وولي العهد وتقديرهما، وتمنياتهما للمملكة وشعبها الشقيق المزيدَ من التقدم والخير والازدهار. تحدثتم قبل أيام عن السعي إلى فتح منفذ بري ثالث يربط الكويت بالسعودية، أين أصبح هذا الأمر؟ وهل من زمن محدد لإنجازه؟ - بالنسبة إلى المنفذ البري بين دولتي الكويت والمملكة العربية السعودية، فإننا ما زلنا نجري المشاورات والتنسيق مع الإخوة الأشقاء في المملكة، وسيتم افتتاحه بعد الانتهاء من هذه الترتيبات. شهدت البحرين أوضاعاً مؤسفة خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى تدخل قوات درع الجزيرة لحفظ الأمن، ما رؤية الكويت؟ - لقد تحقق الاستقرار بشكل كبير في مملكة البحرين الشقيقة، بفضل حكمة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وحرص أبناء هذه المملكة على مصلحة بلدهم، وبدء عملية الحوار الوطني بين كل الأطراف. * يلاحظ المراقبون فتوراً في العلاقات الكويتية - العراقية، ما سبب ذلك؟ - شهدت العلاقات الكويتية-العراقية تحسناً كبيراً في السنوات الأخيرة بعد سقوط نظام صدام حسين، ونحن في الكويت ندعم استقرار العراق الشقيق، ونتباحث دائماً معه بشكل مباشر في مختلف القضايا، ونلمس حرصاً من القيادة العراقية على حل كل الملفات العالقة وتدعيم العلاقات وتعزيزها، ولمست ذلك بنفسي خلال زيارتي لجمهورية العراق الشقيق في كانون الثاني (يناير) الماضي. هل يمكن القول إن دول الخليج في منأى عن الثورات العربية؟ - الثورات في المنطقة العربية حدثت نتيجة أوضاع اقتصادية وسياسية ومطالب الإصلاح، ونحن نؤمن بأن عملية الإصلاح في كل الدول أمر ضروري وحتمي، فلا يمكن تحقيق التنمية والاستقرار في أي بلد من دون إصلاحات اقتصادية وسياسية من شأنها تحقيق الرخاء للشعوب، وأعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي تقوم منذ سنوات بعمليات إصلاح جذرية استطاعت من خلالها توفير المستوى المميز لشعوبها. دول الخليج العربي شددت في اجتماعاتها الأخيرة، ممثَّلة بوزراء الخارجية، على رفض التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، خصوصاً بعد كشف خلية التجسس في الكويت، واستغلال الأحداث في البحرين، كيف تنظرون إلى العلاقات الخليجية-الإيرانية؟ - نحن نسعى دائماً إلى تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات مع جمهورية إيران الإسلامية، باعتبارها جارة مسلمة ولنا معها علاقات تاريخية، وفي الوقت نفسه نؤكد ضرورة أن تستمر علاقات التعاون في إطار حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.