فتح 150 أصما أخيراً، نقاشاً واسعاً عن الإجراءات القضائية والقانونية في ندوة دعا إليها نادي الصم في المنطقة الشرقية، وذلك ضمن برنامجه الاجتماعي والثقافي الأول في الاستشارات القانونية والقضائية، وفق خطة التطوير الاستراتيجي التي يعمل عليها النادي حاليا بطرح البرامج التي تحقق الهدف المعرفي لدى الصم في المنطقة. وجاءت فحوى النقاشات والتساؤلات التي طرحها الصم الذين يبلغون نحو 800 منتسب للنادي، عن نظام الأحكام القضائية والاستشارات القانونية، وكذلك المواريث والأحكام المتعلقة بذلك، مثل الوصية وإثباتها في المحاكم الشرعية، وكل ما يخص الإجراءات التي يجب أن يدركها الأصم ويعرف كيف تسير الإجراءات في المحاكم، ما يؤسس له معرفة بكيفية التعامل مع الإجراءات وتجعلهم على اطلاع على المحاكم واختصاصها وتقسيماتها، كي يستطيع التعامل مع هذه الأنظمة بكل سهولة ويسر. وتناول المستشاران القانونيان عبدالله الزهراني ومحمد هزاع، مجموعة من الملفات المتعلقة بالإجراءات القانونية وكيف تسير عملية التقاضي، إذ استعرضا ملف المواريث وأنواعه، والوصية وإثباتها في المحاكم الشرعية، وكيف يكون تقديم دعاوى الانهاءات والتركة، مؤكدين أن تبصير الأصم بمثل هذه القضايا يجعله يدرك فعلا بحقوقه. بدوره، أوضح المدير العام للبرامج والتطوير بنادي الصم ضيف الغامدي، أن هذا اللقاء الذي جمع شريحة كبيرة من صم المنطقة الشرقية، مبيناً أنهم أبدوا تفاعلاً كبيراً مع ما طرحه المستشارين القانونيين، مؤكداً أنه يصب في تفعيل استراتيجية النادي التطويرية، وترفع من مستوى برامج النادي، وتلبي احتياجات هذه الفئة، وقال: «إن المبادرات التطويرية التي أطلقها النادي تأتي متسقة مع خطة النادي في توظيف فعالياته المتعددة والتي شرع في تنفيذها أخيرا في محاور رئيسة عدة، منها: النشاط الثقافي والرياضي والتوعوي والاجتماعي، إلى جانب استحداث فكرة مشروع تنمية وتأهيل الموارد البشرية، وإفساح المجال أمام منتسبي النادي من الأعضاء الصم في تنمية مواهبهم وذلك بإعطائهم فرصة في التدريب على عملية التسويق الفعلي، بهدف إدماجهم بالمجتمع المحلي والتعاون مع القطاعات الأهلية والحكومية لتأهيلهم، إذ بدأ النادي فعليا في تدريبهم». وأكد المدير العام للبرامج والتطوير في نادي الصم، أن «النادي» يعد نافذة حقيقية وفاعلة للاعتراف بدور الأصم في المجتمع، وهو يمثل النواة التي من خلالها تصل أدواره خدمة لهذا الوطن المعطاء، بحيث يعتبر «المحضن» الذي يسهم في رفع وتيرة الإبداع ويصقل الموهبة ويبني المجتمع على نحو يكون فيها الأصم الشريك الأساس في هذا البناء. وأضاف الغامدي: «إن المقومات الكثيرة والكبيرة التي يملكها النادي حاليا هي المتنفس الحقيقي لجملة المواهب والابداعات التي يتميز بها الصم وكذلك شريحة المجتمع عامة، بحيث يفتح النادي أبوابه للجميع بمختلف الفئات العمرية يلتقون فيه ليمارسوا هواياتهم المحببة وتقدم لهم البرامج والفعاليات الملائمة لقدراتهم، وهو فرصة ثمينة لتنمية المهارات بهدف السعي لخدمة المجتمع».