هو برنامج يحمل «روح المنافسة والتحدي»... تقول أول جملة في تعريفه على موقع المحطة «التحدي!». حسناً طالما يُحببن التحدي فلم لا نلعب هذه اللعبة معهن؟ في كل حلقة من هذا البرنامج الذي كما يدل اسمه عليه يتعلق باختيار الزيّ المناسب للمهتمين أو بالأحرى للمهتمات بمناسبات محددة، يقع الخيار على ثلاث مشاركات «يخضعن لمجموعة من الاختبارات والتحديات». تعود كلمة التحديات. يبدو أنهن معجبات بها حقاً! «ستايل مي» يتابع التعريف بالبرنامج الذي يقدّم على تلفزيون دبي، وهو قائم على اختيار الأزياء والاطلالات المتنوعة لكل مناسبة، لمعرفة مدى قدرة المشاركات على اختيار ما يناسبهن ويناسب المناسبة، بناء على ثلاثة تحديات (أيضاً) توكل إلى المشتركات وصولاً إلى «التحدي» النهائي وإعلان الفائزة باللقب وبجوائز قيّمة في نهاية الحلقة. هناك لجنة تحكيم مؤلفة من ثلاث نساء متخصصات بالموضة والأزياء للحكم والاختيار والفصل بين المشتركات، إضافة إلى مقدمة البرنامج التي تدلي بدلوها أيضاً. سنترك إحدى مهمات البرنامج وهي التنافس، ونكتفي بالتحدي طالما أنه كلمة مكررة في كل عبارة من عبارات التعريف به، وبما أنه يطرح ثلاثة، فسنفعل المثل ونطرح ثلاثة تحديات على المحكّمات والمشاركات والمعدات معاً. التحدي الأول متعلق باللغة العربية ومدى قدرة الجميع على التكلم بها طوال فترة البرنامج والاستغناء عن اللغة الهجينة المستخدمة، أما التحدي الثاني فهو عدم التلفظ بكلمة أميركية واحدة. وسيكون التحدي الثالث والأخير ترجمة الكلام الآتي، وهو مستخرج من حواراتهن، إلى اللغة العربية. يمكن لفت نظر المشاركات وهذا للمساعدة، إلى أن كل أسماء الألوان التي يتلفّظنها طوال الوقت بالأميركية لها مرادف بالعربية خصوصاً البلاك! كما أن «الشوز» يعني حذاء بالعربية إذ يبدو أنهن يجهلن تماماً هذه الكلمة فهي ممسوحة من مفرداتهن. كما نوجه عنايتهن إلى أن جمهورهن يتكون من الناطقين بالعربية، وكذلك فإن المحطة التي تبث البرنامج هي محطة عربية. هذا مقطع بسيط من الحوارات: - بروح للْكَلور(ليس الكلور ولكن الألوان وقد وجب التنويه) الايزي! - أخذ رأي «بروفيشانل بالستايل» تبعي في «ايفنت كويك» بيكون براكتيكال للشوبينغ. - ألوان متل الرد والبلاك أكيد سمبل مع وايت توب والأوفر أول وايد حلو واللوك بروح فيه ايزي فور برانش بس الفستان فيه كتير غلاتورز. - الشوز حلو بس الباغ ماحبيتها. ثمة كلمات أخرى بالعربية محرمة تماماً في البرنامج غير «الشوز» وأسماء الألوان وهي « لوك، ستايل، فلات، سمول، ديتيلز، أوفر، بينك، هارموني، موست، واي، تراندي...». فهل سينجح التحدي، وهل يمكن وضع ضوابط لهذه البرامج التي تستهدف لغتنا وادراكنا؟ أم ستتفوق عقد النقص تجاه «المستعمر» الثقافي وسيستمر بالتالي هذا التمييع للهوية اللغوية العربية وبالتالي الثقافية وهذا التنميط الثقافي للعالم؟