يصل الى جدة اليوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لاجراء محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها اضافة الى القضايا الاقليمية والدولية. وكان العاهل الاردني اصدر مرسوماً بالموافقة على إجراء تعديل وزاري على حكومة معروف البخيت دخل بموجبه عشرة وزراء جدد وخرج منها خمسة وزراء، كما تم تبديل في حقائب وزارية، في وقت اعتبرت الحركة الاسلامية التعديل «مستفزاً». يصل ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني بن الحسين إلى جدة اليوم في زيارة للمملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتتمتع المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات ودية أخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة، وروابط دين وجوار واخوة وأمن واستقرار لا يتجزأ، وموروث تاريخي ووحدة جغرافية وفكرية واجتماعية مميزة، حافظت المملكتان عليها بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر، ومن خلال تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل، وقرار قطعي بأن تكون كل منهما عمقاً استراتيجياً للأخرى، وتماثل في المواقف إزاء قضايا المنطقة، وتنسيق مستمر ثنائي وإقليمي ودولي وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) ان «الوزراء الجدد أدوا اليمين الدستورية امام الملك بحضور رئيس الوزراء». ويُعد أبرز الوزراء الجدد توفيق كريشان الذي عُين نائباً لرئيس الوزراء، وزيراً للشؤون البرلمانية، وأسندت حقيبة وزارة الداخلية الى مازن الساكت الذي جاءها من وزارة التنمية السياسية، وهو معارض قومي سابق. وعاد الى الحكومة المهندس موسى المعايطة الى وزارة التنمية السياسية التي سبق وشغلها في حكومتين، والدكتور إبراهيم العموش وزيراً للعدل، والدكتور محمد عدينات وزيراً لتطوير القطاع العام. ودخل الحكومة للمرة الاولى وجيه عزايزة وزيراً للتنمية الاجتماعية قادماً من منصب مدير دائرة الشؤون الفلسطينية، والشاعر جريس سماوي وزيراً للثقافة بعد ان شغل منصب أمين عام الوزارة لسنوات عدة. وعُين الكاتب الصحافي عبدالله أبو رمان وزير دولة لشؤون الإعلام والاتصال بعد ان ترك إدارة دائرة المطبوعات والنشر، والدكتور عبداللطيف وريكات وزيراً للصحة بعد ان أُحيل الى التقاعد من قيادة الخدمات الطبية العسكرية. وعُين عادل بني محمد وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، والدكتور محمد بركات الزهير وزير دولة للشؤون الاقتصادية. ورأى الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية ل «الاخوان المسلمين» في الاردن حمزة منصور ان «التعديل جاء كتحد لمشاعر الأردنيين ومستفزاً لمن خرجوا في المحافظات المختلفة مطالبين بإقالة الحكومة وبحل مجلس النواب وبانتخابات نيابية مبكرة». واضاف لوكالة «فرانس برس» ان «هذا التعديل مصادم لمطالب الشعب الاردني، وهو يكرس النهج القائم في تشكيل الحكومات، ويشكل تكريساً للوضع الذي أوصلنا الى ما وصلنا اليه من استبداد وفساد وتبديد لمقدرات الوطن». واعتبر المراقبون في عمان ان خطوة تعديل الحكومة لم تكن مفاجئة بل جاءت كمحاولة لإعادة تأهيل الحكومة للتعامل مع الأزمة السياسية التي تواجهها في الشارع ومجلس النواب على خلفية تبرئة البخيت من ملف ترخيص الكازينو الذي أدى الى تزايد المطالبات الحزبية والشعبية بإقالة الحكومة. وتعتقد الأوساط السياسية ان التعديل الجديد لن يطيل عمر الحكومة الذي أصبح مصيرها مربوطاً بمصير مجلس النواب، فيما تعتقد القوى السياسية ان إنجاز التعديلات على الدستور التي تقوم بها لجنة ملكية هو ما يحدد عمر الحكومة ومجلس النواب والذي لن يتجاوز ثلاثة أشهر. وكان العاهل الأردني قبل استقالة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس سعد هايل السرور، ووزيرة التنمية الاجتماعية سلوى الضامن المصري، ووزير الشؤون البرلمانية رياض أبو كركي، ووزير الثقافة الكاتب الصحافي طارق مصاروة، إضافة الى قبول استقالة طاهر العدوان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الذي قدمها قبل أكثر من أسبوع.