دمشق - أ ف ب، رويترز - أقالت الحكومة السورية محافظ حماة احمد خالد عبد العزيز من مهماته غداة اكبر تظاهرة شهدتها المدينة، منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية، في يوم «جمعة ارحل» الذي شهد مقتل 28 شخصاً في مدن سورية عدة، في وقت تتابع القوى الأمنية حملة اعتقالات في بلدة البارة (شمال غرب) غداة قصف الجيش السوري لها ضمن حملة عسكرية تستهدف معارضين في ريف ادلب (شمال غربي سورية) منذ أيام. ومع قرب انعقاد محادثات أولية بين السلطات وشخصيات معارضة في 10 الشهر الجاري يعتزم قادة معارضون عقد مؤتمر للإنقاذ الوطني في دمشق في 16 الجاري للتوصل إلى خطة ذات قاعدة عريضة لحل الأزمة السياسية في سورية. وأفاد بيان اصدره المنظمون انه «في ظل نظام لا يقبل سوى الحلول الأمنية والعسكرية تهدف هذه الوثيقة إلى وضع المبادئ العامة لرؤية مستقبلية للخروج من الأزمة الراهنة عبر مرحلة انتقالية يتوافق عليها السوريون ويفرضها الحراك الشعبي وتقودها حكومة إنقاذ وطني تؤسس لدستور جديد وتشكيل الدولة المدنية المعاصرة وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة محددة». ووقعت البيان 50 شخصية، بينها الزعيم الكردي مشعل التمو، والمعارضون هيثم المالح وعارف دليلة ووليد البني. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الرئيس بشار الأسد اصدر السبت مرسوماً يقضي بإعفاء احمد خالد عبد العزيز من مهماته محافظاً لمحافظة حماة»ولم تذكر الوكالة أية أسباب. وتأتي الإقالة غداة اكبر تظاهرة شهدتها المدينة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف آذار (مارس) وشارك فيها حوالى نصف مليون متظاهر داعين إلى رحيل النظام السوري، وفق رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن. وعن تظاهرات الجمعة لفت رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» عمار قربي إلى أنها كانت من «اكثر الأيام حشداً من حيث عدد المتظاهرين والتوسع المناطقي، إذ بلغ مجموع المناطق التي جرت فيها التظاهرات نحو 268 منطقة في حين شملت التظاهرات الأسبوع الماضي 202 منطقة في مدن سورية عدة». وكان الأسد أصدر مرسومين بإعفاء محافظي درعا وحمص من مهماتهما، لكن ذلك لم يؤثر في زخم الاحتجاجات في هاتين المحافظتين، علماً بأن درعا كانت مهد الاحتجاجات. وأكد قربي مقتل 28 شخصاً الجمعة وكانت الحصيلة الأكبر من نصيب محافظة ادلب (شمال غربي سورية) التي يشهد ريفها عمليات عسكرية منذ بضعة أيام. كما وشهدت مدن سورية أخرى مساء أول من امس تظاهرات ليلية في دير الزور (شرق) والبوكمال (شرق) وريف دمشق وريف ادلب وحمص وحلب ودرعا. وشهدت بلدة البارة صباح السبت «حملة مداهمات اعتقل خلالها العشرات بينهم إمام المسجد الكبير وعدد من أعيان البلدة»، وفق رئيس «المرصد» كما أشار إلى «اعتقال 18 شخصاً في احسم (ريف ادلب)». وأشارت صحيفة «الثورة» الحكومية امس إلى عملية «نوعية» تمكنت الوحدات الخاصة بفضلها من «تحرير مجموعة من الضباط والأفراد الذين وقعوا في مكمن محكم نصبته عناصر التنظيمات المسلحة بينما كانت تقوم بعملية استطلاع في جبل الزاوية لرصد تحركات المسلحين ومعرفة أماكن وجودهم». ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان أصدرته السبت بالأسلوب الذي تتبعه الأجهزة الأمنية السورية في قمع التظاهرات، واعتبرت أن «وعود الرئيس الأسد في شأن السماح بالتعددية الحزبية ما يسمح بمشاركة أوسع في الحياة السياسة لا معنى لها لأن الأجهزة الأمنية منتشرة في كل مكان».