حذر زعماء عشائر من محافظات عراقية مختلفة اجتمعوا في النجف مساء أول من أمس احتفالاً بذكرى ثورة العام 1920 ضد الاحتلال الإنكليزي، من تقسيم البلاد على أساس طائفي. وشاركت في المؤتمر نحو ألفي شخصية عشائرية من مدن مختلفة. وكان بين المشاركين زعماء قبائل أكراد. واعتبر شيوخ العشائر في كلمات خلال المؤتمر أن ثورة العام 1920 التي قادتها القبائل العراقية في غرب البلاد وجنوبها ضد الاحتلال الإنكليزي كانت مثالاً للوحدة الوطنية ومعياراً لضرب الطروحات التي تهدد بتقسيم العراق على أساس طائفي. وكان زعماء عشائر أهمهم الشيخ شعلان أبو الجون من عشائر «الظوالم» الجنوبية والشيخ ضاري المحمود من عشائر زوبع غرب العراق (جد الشيخ حارث الضاري زعيم «هيئة علماء المسلمين») قادوا «ثورة العشرين» باستخدام أسلحة ومعدات بدائية. وقال النائب عبود وحيد العيساوي خلال المؤتمر إن «للعشائر في العراق دورها الواضح في المساهمة في بناء البلد خلال كل مراحله السابقة والحالية والمستقبلية وهي صاحبة الولاء الوطني». وأشار الشيخ حسن التميمي، احد شيوخ بني تميم، إلى أن «الثورة في حينها سرعان ما امتدت لتشمل جميع مناطق العراق بالكامل وكأنها عيد وطني تدل إلى وحدة العراق والشعب العراقي وهي دليل إلى وحدة الصف، فلا فرق بين عشيرة وعشيرة ولا فرق بين طائفة وأخرى ومذهب وآخر». ورأى الشيخ فلاح العداي من شيوخ عشائر الأنبار إن «الموجودين اليوم هم أحفاد أولئك الرجال في ثورة العشرين ولم يختلف أي شيء في قيم العشائر منذ ذلك الوقت». وأكد أن «العشائر وعلى مر التاريخ العراقي لعبت دوراً رئيساً في صناعة ثوراته، لأن طبيعة المجتمع عشائرية، وشيوخ العشائر ووجهاؤها متمسكون بثوابت أبرزها الوطنية»، وأشار إلى أن «ما جرى بعد 2003 كانت وراءه أياد خبيثة لضرب النسيج العراقي لكنها لم تتمكن من ذلك». وسجل المؤتمر مشاركة وحضوراً لافتين من قبل شيوخ عشائر المناطق الكردية. وقال شيخ عشائر باجلان في العراق الشيخ سالار عبد الوهاب باجلان: «نحن ستة من شيوخ عشائر مناطق اربيل والسليمانية ودهوك أتينا لنكون جنباً إلى جنب مع إخواننا كما كنا موحدين في ثورة العشرين. مشاركتنا تحمل في طياتها رسالة نريد توجيهها إلى الداخل والخارج، مفادها أن العراقيين لحمة واحدة ولا يستطيع أي شخص أن يمزق شملهم أو يفتتهم وإن وحدتنا الوطنية خط أحمر لا نسمح لأحد بتجاوزه».