أحيا أهالي محافظة المثنى ذكرى ثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني، مطالبين الحكومة العراقية بإيلاء أول ثورة شعبية ضد الاحتلال في العراق اهتماماً يليق بها. وبدعوة من أبناء العشائر في المدينة، أقامت محافظة المثنى احتفالاً لمناسبة مرور الذكرى ال90 لثورة العشرين. وطالب نائب محافظ المثنى حاكم الياسري بتخليد رموز هذه الثورة لتستلهم منها الأجيال الدروس والعبر. وقال في كلمة ألقاها خلال الحفل الذي أُقيم في مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى: «نستذكر اليوم أبطال ثورة العشرين من أبناء المحافظة الذين وقفوا وقفة رجل واحد أمام الجيش الانكليزي، وجسدوا أبرز ملامح إيمانهم بقضيتهم». وانتقد الياسري إقامة بعض الاحتفالات المحدودة في ذكرى الثورة، مطالباً الحكومة المركزية بإقامة «الاحتفالات اللائقة بها كونها ثورة وطنية، لا أن تُستذكر في شكل محدود». وأضاف أن «ثورة العشرين لم تأخذ الاهتمام اللازم لجهة توثيق أحداثها ورموزها ولا سيما في المناهج الدراسية وكتب التاريخ، وهذا ما يجب أن تلتفت السلطات العراقية إليه». وتابع الياسري: «بعد 90 سنة من الثورة، ما زال شعبنا يقدم التضحيات (...) نطالب المتصدين لإدارة الدولة بوضع تلك التضحيات نصب أعينهم وعدم التفريط بدماء الشعب وتضحياته». وتجنبت كلمات الاحتفال الربط بين ذكرى ثورة العشرين واحتلال العراق عام 2003. من جهته، طالب عضو مجلس المثنى عبد الحسين محمد الظالمي بمعاملة رسمية خاصة للمناطق التي انطلقت منها الثورة ولأهلها، وقال إن «تاريخ ثورة العشرين لا يزال مهملاً، فيما تعاني المناطق التي شهدت انطلاقة الثورة من انعدام الخدمات الأساسية». وأضاف الظالمي: «يجب أن تجد مدينة الرميثة ونواحيها، مكان انطلاق الثورة، رعاية خاصة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أهالي تلك المناطق الذين يعتمدون الزراعة يعانون الأمرين بسبب شحة المياه». وتابع أن «رجال الثورة وأبطالها لم يلقوا أي رعاية خاصة، بل لا نشهد حتى اليوم ما يبرز بطولاتهم ويخلد ذكراهم»، مطالباً البرلمان العراقي ب «معاملة ضحايا ثورة العشرين معاملة الشهداء، ورعاية مناطقهم». وأُلقي خلال الاحتفال عدد من القصائد الشعرية والأهزوجات التي استذكرت الثورة، إضافة إلى عرض مسرحي قصير، فيما أُقيم على هامش الاحتفال معرض صور شخصية لأبرز رجال الثورة ورموزها، إضافة الى بعض الرسومات التشكيلية التي جسدتها. ودعا مدير مكتب المرجع الشيعي آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في كربلاء «الى الإفادة من الصفحات المشرقة في التاريخ الجهادي للعراق الذي كان متميزاً بوحدة الكلمة والموقف والهدف، إذ كانت الحوزة العلمية الشريفة سباقة ومدركة لمسؤولياتها التاريخية والشرعية الملقاة على عاتقها في تحرير البلاد». وأكد ممثل الشيرازي في كلمة له «أن ثورة العشرين كانت بحق بالنسبة للعراقيين حرب تحرير شعبية ووطنية، وكشفت حجم التضامن والوحدة الوطنية وعدم المساومة على حساب الوطن، وأظهرت صعوبة استمرار الحكم البريطاني المباشر في العراق». ودعا في الختام «إلى استلهام الدروس والعبر من تلك الأيام الخالدة في رفع الظلم والاحتلال عن العراق، والسير قدماً في بناء بلد مستقل مستقر مزدهر يتمتع بسيادة كاملة غير منقوصة، وفي ظل حكومة وطنية تعددية قائمة على أساس العدل والإنصاف واحترام حقوق المواطنة، وحقوق الأكثرية والأقليات». وعلى صعيد ذاته، يستعد أبناء شعلان أبو الجون أحد أبرز رجالات تلك الثورة، لإقامة احتفالهم السنوي الخاص بالمناسبة الذي تشهده مضارب عشيرتهم «عشيرة الظوالم».