الباحث محمد علي الغامدي يقول إن من أبرز المعوقات التي تحد من تنامي المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتعرقل نموها تكتّل الموزعين الأجانب ضد المنشأة والعامل السعوديين كما نقلت عنه جريدة الرياض. والمعنى أن صاحب البقالة، أو محل الملابس، أو العطورات والتجميل، وأي نشاط بيع تجزئة آخر، عندما يكون سعودياً، يبدأ المنافسون حرباً عليه، لأنه سيكون مثلاً وقدوة، تهدد ملايين الفرص التي حرم السعوديون رجالاً ونساء أنفسهم منها. أعرف من أيام صحافة الميدان، ومن تجارب عايشتها، قصصاً كثيرة، فأشكال الحرب كثيرة، وأهمها ألا يقوم الموزع بإخبار التاجر عن البضائع والمنتجات الجديدة، ويخص بها ابن جلدته، حتى يظهر محل السعودي قديماً، ومتخلفاً عن الموضة، وفي حالات السلع الغذائية مثلاً، لا يعطيه الكميات التي تكفيه، فيتضايق زبائنه منه.ومن أهم سبل محاربة السعوديين في أسواق التجزئة الصغيرة من قبل الموزعين هي حرب التسعير والتسديد، والمعنى انه يفرض عليه التسديد العاجل النقدي بسعر معين، ويحصل ابن جل دته على سعر أقل وبتسديد آجل، كما يحصل على حق الاستبدال فوراً، فيما تتم مماطلة السعودي عليه، رغم انه حق مكتسب من الشركة المستوردة أو المصنعة. وللإنصاف فإن هذه «الحركات» تتم أيضاً على غير السعوديين، وغالباً من الآسيويين ضد العرب، لكنها تكون أوضح للسعوديين. السعوديون بدورهم، لا يتمتع بعضهم بالذكاء و«الفهلوة» الكافية، وليسوا جيدين في مهارات الاتصال مع الموزعين، ولا يحاولون قلب الطاولة عليهم، أو الاتصال على الشركات الأم، وأخيراً محاولة اللعب على وتر المنافسين. الدراسة أعلاه خلصت إلى أن أهم المعوقات التنظيمية التي تواجه أصحاب تلك المشاريع هي المركزية في اتخاذ القرار من الجهات الحكومية، إضافة إلى عدم وجود أمن وظيفي في المشاريع الصغيرة، كذلك التمييز في تعامل الموردين بين العامل السعودي والأجنبي، إلى جانب تعقد إجراءات التأمين الاجتماعي بعد التقاعد أو في حالة العجز، وطول إجراءات الحصول على القرض، كما أن الحصول على وظيفة حكومية سبب في ترك المشروع، إضافة إلى عدم وضوح إجراءات الحصول على القرض، وطول ساعات العمل فيه. إلى جانب ذلك بين أهم المعوقات الثقافية التي تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة منها تفضيل العمل الحكومي، والحصول على تبرع بدلاً من القرض إلى جانب الخوف من فشل المشروع. وأخيراً فإنه يعتقد، وأعتقد معه بالتأكيد أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تستطيع أن تقيم توازناً اقتصادياً واجتماعياً أكثر وضوحاً، وذلك بسبب قدرتها العالية على الانتشار الجغرافي والتوسع داخل المجتمعات في أطراف المدن والقرى، فهي أداة فعالة في تحقيق نوع من الهجرة العكسية الهادفة إلى تحقيق التنمية المتوازنة، وذكر من خلال دراسته التي هدفت إلى التعرف على المعوقات الاجتماعية والتنظيمية التي تحد من الاستفادة من برنامج المشاريع الصغيرة، وانطلق الباحث في دراسته من كون المشاريع الصغيرة أداة فعالة للتنمية الاقتصادية، وتهدف إلى الحد من الفقر في المجتمع، وتعتبر من أفضل الطرق غير التقليدية في الحد من تلك المشكلة. [email protected]