قتل نحو 16 شخصاً بنيران القوات السورية مع دخول الجيش قرى جديدة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد، من بينها قريتي كفرنبل وكنصفرة، حيث يسعى الى إنهاء حركة الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويأتي ذلك فيما أفاد ناشطون حقوقيون أن تظاهرات عدة جرت امس في عدد من الأحياء في مدينة حلب ثانية المدن السورية مساحةً، والمركز الاقتصادي للبلاد، للمطالبة بإطلاق الحريات. وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي، «أن تظاهرات جرت في عدد من الأحياء في مدينة حلب». وأشار ريحاوي إلى ان «قوات الأمن قامت بتفريق المتظاهرين المنادين بإطلاق الحريات بالقوة»، لافتاً إلى «ضرب المتظاهرين بالهراوات». كما ذكر «أنباءً عن وقوع جريحين»، من دون ان يحدد مكانهما. وأضاف الريحاوي «أن التظاهرات التي ضمت المئات جرت في حي صلاح الدين وسيف الدولة وباب الفرج وبستان القصر والمشارقة والشعار والفيض والأعظمية والقصر العدلي». وتابع: «ان بعض التظاهرات سرعان ما تحولت في بعض المناطق الى مظاهر تأييد» للنظام السوري. وذكر ناشط حقوقي في اتصال هاتفي من حلب، «أن تظاهرات ضمت المئات جرت في باب الحديد وساحة الجامعة وباب النصر»، لافتاً «الى تدخل بعض العناصر الموالية للنظام لمهاجمة متظاهرين أمام القلعة». وأشار الناشط الى «ان السلطات السورية أغلقت جامع آمنة في حي سيف الدولة»، لافتاً الى «تواجد امني كثيف في محيط الجامع بالإضافة الى قوات لحفظ النظام». ودعا الناشطون من اجل الديموقراطية على فايسبوك، الى التعبئة في حلب، التي بقي فيها حجم الاحتجاجات محدوداً، وقالوا: «إلى جميع الثوار في ارياف حلب وإدلب ومدن الشمال والوسط والشرق ... عليكم بالتوجه الى قلب مدينة الشهباء غداً الخميس لتفجير التظاهرات وإشعال فتيل الثورة في مدينة حلب الشهباء». وأضافوا «اذهبوا مع كافة اصدقائكم وعوائلكم ومع الشباب منسقي التظاهرات في مدنكم... ازحفوا الى حلب لإنجاح المليونية». من ناحية أخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة جديدة، أن «ثمانية مواطنين قتلوا في جبل الزاوية وأربعة في قرية الرامي واثنين في قرية مرعيان، اضافة الى اثنين آخرين في كل من قريتي سرجة وكفرحايا»، في توسيع لحملة الجيش على قرى إدلب. وكانت حصيلة سابقة أوردها ناشط حقوقي تحدثت عن سبعة قتلى على الأقل بنيران القوات السورية في قريتي الرامي ومرعيان في إدلب، وأربعة قتلى في منطقة جبل الزاوية على الحدود التركية. وأوضح ناشطون وشهود، أن الجيش السوري تؤازره دبابات وناقلات جند، خرج من قرية البارة متجهاً الى قريتي كفرنبل وكنصفرة في ريف إدلب شمال غرب البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن «60 دبابة ونحو 100 ناقلة جند خرجت من قرية البارة وانقسمت الى قسمين، اتجه الاول الى قرية كفرنبل والثاني الى كنصفرة». وأشار المرصد السوري إلى «أن الدبابات تجاوزت قرية البارة التي دخلتها صباح اليوم (امس)، بعد ان سُمع دوي إطلاق نار كثيف فيها»، مرجحاً ان «يكون ذلك من اجل ترهيب السكان ومنعهم من الخروج من منازلهم». ولفت المرصد السوري إلى «وجود حركة نزوح باتجاه الجنوب والغرب من قرية البارة والرامي ومرعيان وكفرحايا»، التي دخلها الجيش من دون ان يتمكن من تحديد عدد النازحين. وكان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قد قال ل «فرانس برس»: «دخلت الدبابات وآليات نقل الجنود الى قريتي مرعيان وأحسم، وهي الآن على تخوم البارة». وتابع: «انتشر الجنود في القرى وبدأوا عمليات مداهمة». وكانت عشرات الدبابات والمدرعات التابعة للجيش قد دخلت بلدة الرامي القريبة من الطريق السريعة المؤدية الى حلب. واتى التدخل العسكري في الرامي بعد تظاهرة ليلية شارك فيها اكثر من 2000 من سكان إدلب، بحسب المرصد السوري. ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 آذار (مارس)، تتحدث السلطة، التي ترفض الإقرار بحجم الاحتجاجات، عن وجود «إرهابيين مسلحين يزرعون الفوضى» لتبرير تدخل الجيش. وتظاهر ما بين 50 و60 شخصاً في دير الزور (شرق) ليلاً، على ما أفاد ناشطون. وبعد ان مشط الجنود عدداً من القطاعات في شمال غرب البلاد، على الحدود التركية، ودفعوا بالآلاف الى الفرار، وسّعوا نطاق عمليتهم جنوباً، حيث دخلوا القصير، ما أدى الى فرار مواطنين سوريين إلى لبنان.