طهران، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – نفت طهران أمس، إعلان لندن تنفيذها «تجارب سرية» على صواريخ باليستية «قادرة على حمل رؤوس نووية». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: «نفذت إيران تجارب سرية على صواريخ باليستية، مختبرة إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ومنتهكة بذلك القرار 1929» الذي يحظر عليها أي نشاط متّصل بتلك الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» أن بريطانيا تعتقد أن إيران نفذت منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ثلاثة اختبارات سرية على الأقل لصواريخ باليستية متوسطة المدى. وأعرب هيغ عن قلق بلاده من قرار إيران زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 في المئة، في منشأة فردو قرب مدينة قم، قائلاً خلال جلسة لمجلس العموم، إن طهران «أعلنت نيتها زيادة قدرتها ثلاث مرات، لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. ومستويات التخصيب هذه أعلى بكثير من الكمية اللازمة لطاقة نووية ذات طابع سلمي». وأضاف: «سنواصل زيادة الضغط على إيران، لحملها على التفاوض على اتفاق يتعلق ببرنامجها النووي». وتأتي تصريحات هيغ بعد إعلان إيران أنها أطلقت الثلثاء 14 صاروخاً باليستياً، أحدها من طراز «شهاب - 3» الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر، ما يجعله يطاول إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج وأجزاء من جنوب شرقي أوروبا وشرقها. لكن طهران نفت صحة كلام هيغ، وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «إن أياً من الصواريخ التي اختبرتها إيران، غير قادر على حمل رأس نووي». أتى ذلك فيما أعلن قائد وحدة الطيران والفضاء في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زادة أن اليوم الثالث من مناورات «الرسول الأعظم - 6» التي بدأت الاثنين وتمتدّ لعشرة أيام، شهدت أمس «للمرة الأولى استخدام نظام رادار متطوّر يحمل اسم الغدير»، مشيراً الى أن «مداه يبلغ 1100 كيلومتر ويرصد كل الأهداف على ارتفاع 300 كيلومتر». وذكر أن «نظام الغدير صُمّم وصُنع محلياً، لرصد الأهداف الجوية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية والأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض في ارتفاع منخفض، وطائرات الشبح غير القابلة للرصد بواسطة الرادارات العادية». في الوقت ذاته، أعلن قائد بحرية الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أن قواته تنوي تنفيذ «مناورات ضخمة» في السنة الإيرانية التي تنتهي في 20 آذار (مارس) المقبل، مرحباً ب «مشاركة مراقبين من دول الخليج الفارسي، في مناوراتنا، بحيث يستفيدون من قدرات إيران لتطوير قدراتهم». لكن الولاياتالمتحدة اعتبرت المناورات التي يجريها «الحرس» مجرد «تبجّح» في شأن قدرات إيران «إذ تنفّذ برامج سرية، وتعرض صواريخ جديدة أمام وسائل الإعلام»، كما قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند التي اعتبرت أن القرار 1929 «خط أحمر بالنسبة إلينا». على صعيد الوضع الداخلي، رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «دافعاً سياسياً» في اعتقال أنصار له بتهمة الفساد و»الانحراف»، محذراً من أن توقيف أي وزير في حكومته «يشكّل خطاً أحمر». وقال في إشارة الى خصومه: «إذا أرادوا المسّ بالحكومة، سأدافع عنها. إذا وصلنا إلى حد تلحق به أضرار كبرى بالبلاد، سأكون مرغماً على إبلاغ الشعب كلّ شيء، والقيام بواجبي القانوني، لكنني آمل بألا تصل الأمور الى تلك المرحلة».