أكدت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ل«الحياة» عزمها استبعاد كل من يثبت له صلة أو تعاطف أو ميول إلى أفكار جماعة «الإخوان المسلمين»، لافتة إلى أنها استبعدت أئمة وخطباء ثبت تبنيهم أفكاراً متطرفة، إلا أنها أكدت أن ذلك لم يحصل خلال العامين الماضيين، لافتة إلى أن برامجها لتعزيز الامن الفكري بين منسوبيها آتت أكلها، في اطار محاربتها الفكر المتطرف وتعزيز الوسطية والاعتدال، فيما كشفت لجان المتابعة في الوزارة عن انعدام نسبة التشدد والتجاوزات من الأئمة والخطباء على منابر الجمعة والمجالس الدعوية، خلال السنتين الأخيرتين، وذلك بعد تنفيذ الوزارة ملتقيات وبرامج تدريبية لتعزيز الأمن الفكري ومحاربة الأفكار المتطرفة، من بينها فكر جماعة «جماعة الإخوان»، الذي وعد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أخيراً، بالقضاء عليه، بعدما أدرجت المملكة في آذار (مارس) 2014 الجماعة ضمن قوائم الجماعات الإرهابية المحظورة. وأكد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري أن مساندة وحزم قيادة المملكة في القضاء على التنظيمات الإرهابية والأفكار المتطرفة وما يوازيها، بما في ذلك تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي، زاد في عزم الوزارة على اجتثاث الفكر المتطرف، وخصوصاً فكر هذه الجماعة المتغلغل داخل المؤسسات التعليمية والدعوية في المملكة، وذلك من طريق استحداث برامج لاعادة تأهيل منسوبي الوزارة، ومراقبة المحتوى في منابر الجمعة والمناشط الدعوية. وقال السديري في تصريح إلى «الحياة»: «تغلغلت جماعة الإخوان الإرهابية عبر عقود من الزمن داخل قطاعات مختلفة في المجتمعات العربية والاسلامية، والمملكة جزء من هذه المجتمعات التي تأثرت كما تأثر غيرها بفكر هذه الجماعات، من خلال تغلغلها في قطاعات حيوية، من أهمها قطاع التعليم». وأضاف: «الوزارة أدركت في وقت مبكر خطورة هذه الجماعة، وبدأت منذ سنوات في محاولة اجتثاث هذا الفكر ومراقبة المحتوى في منابر الجمعة والمناشط الدعوية». وأكد تنفيذ الوزارة إجراءات حازمة، في إطار محاربها الفكر المتطرف المنحرف، المتمثل بمثل هذه الجماعات، من بينها إعادة التأهيل العلمي لمن يتولى زمام التوجيه في المنابر والمجالس والادارات الفرعية، والتأكد من مناسبتهم لاعتلاء المنابر، من طريق الاختبارات والمقابلات الشخصية، إضافة إلى المتابعة الدورية». واستحدثت الوزارة لجاناً لمتابعة المحتوى المقدم في المجالس الدعوية، ومنابر الجمعة، إضافة إلى تنفيذ مئات الدورات التدريبية للأئمة والخطباء والدعاة في مجال «الأمن الفكري» على مستوى المملكة في مناطقها ومحافظاتها كافة، واستبعاد غير المتجاوبين مع هذه البرامج. وأكد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد انعدام الملاحظات والتجاوزات في منابر الجمعة، بعد تنفيذ تلك البرامج، واشتراط التأكد من سوابق الراغبين في الإمامة والخطابة، وعدم قبول أي شخص من دون مؤهل علمي، أو لم يجتز الاختبارات التحريرية والمقابلة الشخصية، ويدخل الدورات التدريبية. وكشف السديري عن استبعاد الوزارة «كل من يثبت له صلة أو تعاطف أو ميول إلى أفكار هذه الجماعات»، مشيراً إلى أن الوزارة مستمرة في تطوير برامجها لتعزيز الفكر الامني بين منسوبيها. وقال: «يزيدنا قوة وجهدا إصرار ولي العهد على القضاء على هذه الأفكار الإرهابية». وأكد استعداد الوزارة للتعاون مع وزارة التعليم في إعادة متابعة المناهج الدراسية، للتأكد من خلوها من أفكار جماعة «الإخوان» الإرهابية، مشيراً إلى تعاون الوزارة مع مختلف القطاعات، بما فيها وزارة الثقافة والاعلام والأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الفكر المتطرف، من خلال لجان وبرامج معدة لهذا العرض. يُذكر ان وزارة التعليم السعودية أقرت أخيراً بتغلغل الفكر «الإخواني» في المنشآت التعليمية والمناهج الدراسية، وذلك بعد كشف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أخيراً، عن غزو هذا الفكر الإرهابي النظام التعليمي في المملكة، خلال حواره التلفزيوني الأخير في شبكة «سي بي اس نيوز» الأميركية. فيما أكدت وزارة التعليم البدء في إعادة صوغ المناهج الدراسية، وتطوير الكتب المدرسية، لضمان خلوها من منهج جماعة «الإخوان» المحظورة، ومنع الكتب المحسوبة على الجماعة من جميع المدارس والجامعات، وكذلك إبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أي منصب إشرافي أو من التدريس، والتوعية بخطر فكر الجماعة، من خلال الأنشطة الفكرية في الجامعات والمدارس.