تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمرح مع أنباء أفادت بعزمه على عزل مستشاره للأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر ومسؤولين آخرين، بعد إقالته وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وسأل ترامب مازحاً «مَن التالي»، لكن معلومات أفادت بأنه سيتخذ «خطوات جريئة» أخرى، في إطار مساعيه للتخلّص ممّن يعرقلون خططه في البيت الأبيض. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» ان ترامب «يجري مشاورات نشطة» حول المرشحين لخلافة ماكماستر، وبينهم المندوب الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون وأبرز موظفي مجلس الأمن القومي كيث كيلوغ. ونقلت عن مصادر ان الرئيس «مستعد لأخذ وقته» قبل عزل ماكماستر «إذ يريد التأكد من ان ذلك لن يشكّل إهانة للجنرال، ولضمان وجود خليفة قوي» لتولي المنصب. وأشارت الى ان هذه الخطوة جزء من تغيير أوسع «سيشمل على الأرجح مسؤولين بارزين في البيت الأبيض»، مضيفة ان ترامب ليس على وفاق مع ماكماستر وأبلغ ابرز موظفي البيت الأبيض جون كيلي أنه يرغب في استبداله. وتابعت الصحيفة أن ترامب يشكو من أن ماكماستر شديد التعنت وأن إحاطاته تستغرق وقتاً طويلاً وتبدو غير ذات صلة بالموضوع. وكان الرئيس علّق على اعتبار ماكماستر ان الأدلة حول «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 «لا يمكن دحضها»، لافتاً الى ان «الجنرال ماكماستر نسي ان يقول ان نتائج الانتخابات لم تتأثر أو يطرأ عليها تعديل من الروس». وسُئلت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز عن تقرير «واشنطن بوست»، فأجابت أنها «تحدّثت» الى ترامب وماكماستر، وزادت: «عكس معلومات، فإنهما يرتبطان بعلاقة عمل جيدة ولا تغييرات في مجلس الأمن القومي». لكن ترامب تجنّب الشكوى من «أخبار زائفة» وتعامل بمرح مع الأمر، اذ أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأنه سأل بنس وكيلي «مَن التالي»؟ ونقلت عن 4 مصادر ان الرئيس يعتزم عزل ماكماستر، لكنه لم يحدد التوقيت ولا الخلف. ونسبت الوكالة الى 10 مسؤولين في البيت الأبيض ان ترامب يعمل لإعادة تشكيل إدارته، سعياً الى إبقاء موظفين ينسجمون مع سياساته ويقبلون أساليبه، علماً انه قال لصحافيين الخميس: «سيكون هناك دائماً تغيير». وأشارت «أسوشييتد برس» الى ان ترامب يعتقد بأن قراراته الأخيرة في شأن التعريفات الجمركية وكوريا الشمالية بثّت حياة جديدة في إدارته، ويحرص على اتخاذ مزيد من «الخطوات الجريئة» التي تحمل بصمته. وأضافت انه ابلغ مقربين أنه يريد التخلّص من الموظفين الذين يعرقلون عمله. ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين في الإدارة، حاليين وسابقين، ان ترامب يشكو من «محاضرات» ماكماستر، مشيرة الى تهميش الأخير في نقاشات داخلية، وأداء كيلي دوراً أكبر في قرارات السياسة الخارجية. وتابعت ان ماكماستر ينفر من التنافس الداخلي في البيت الأبيض.