أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه البالغ من الوضع في عفرين شمال سورية، مطالباً نظيره التركي رجب طيب أردوغان التي تشن قوات بلاده عملية عسكرية في المنطقة ب «إتاحة دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين» والتركيز على مكافحة تنظيم «داعش». وبعد ساعات من إعلان مصدر في الرئاسة التركية أن أردوغان أعرب لماكرون عن «انزعاج» أنقرة من تصريحات «لا أساس لها» في شأن الهجوم التركي، أفاد قصر الإليزيه في بيان أمس أن الرئيس الفرنسي اتصل بنظيره التركي ليعرب عن قلقه إزاء الهجوم. وشدد ماكرون على «ضرورة إفساح المجال كاملاً أمام ادخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإعطاء الأولوية المطلقة لمكافحة «داعش»، ما يعتبر رهاناً أمنياً وطنياً لفرنسا». ولفت بيان الإليزيه إلى أنه «إزاء تدهور الأوضاع الناتجة عن تدخل روسيا وإيران وتركيا في سورية» دعا ماكرون هذه الدول إلى احترام وقف النار فوراً في أنحاء البلاد كافة والعمل لحلّ سياسي دائم. وأشار كذلك إلى أنه «على هذا الأساس أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته في الاتفاق مع نظيره التركي على مواصلة المبادلات المعمقة والمكثفة خلال الأيام القليلة المقبلة في شأن سورية». وكان مصدر في الرئاسة التركية أفاد مساء أول من أمس بأن أردوغان أبدى «انزعاجه من التعليقات التي لا أساس لها» في شأن عملية غصن الزيتون». وكرر أردوغان أن العملية التي تشنها بلاده شمال سورية تهدف إلى «إبعاد التهديدات ضد الأمن القومي التركي وضمان السلام في المنطقة». وخلال محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الإثنين الماضي، أعرب ماكرون عن «قلق بالغ»، لا سيما في شأن الوضع في عفرين، ودعا «روسيا إلى بذل أقصى جهودها لوقف المعارك والخسائر في صفوف المدنيين» في سورية. وكانت أنقرة اعترضت مراراً على تصريحات باريس في شأن عفرين، خصوصاً عندما حذر ماكرون من «غزو» تركيا شمالَ سورية، وكذلك عندما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن مخاوف تركيا «المشروعة» شأن أمن حدودها لا تبرر العملية الجارية في عفرين واعتباره أن أنقرة انتهكت القانون الدولي في سورية.