قتل 36 شخصاً على الأقل اليوم (الجمعة) في شمال العراق معظمهم خلال مواجهات وهجمات إنتحارية بسيارات مفخخة وإشتباكات مسلحة داخل مدينة الموصل شمال بغداد وحولها، حسبما أفاد مسؤولون. وقتل غرب الموصل أربعة شرطيين وثلاثة جنود في معارك مع متمردين قتل منهم 16، وفق ما قالت الشرطة وموظف مشرحة. وقتل مدني بقذيفة هاون. كما جرت مواجهات أخرى بين الطرفين في شرق الموصل، أوقعت ثلاثة قتلى بين الجنود، بحسب المصدر ذاته. وتمكنت أجهزة الأمن من قتل خمسة إنتحاريين قبل أن يفجروا سياراتهم المفخخة جنوب الموصل. كما قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 45 آخرون بجروح حين فجر إنتحاريان سيارتيهما المفخختين في قرية الموفقية شرق الموصل. وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة "قتل أربعة أشخاص وأصيب 45 بينهم نساء وأطفال بجروح، في هجوم إنتحاري بسيارتين مفخختين إستهدف منازل في قرية الموفقية التابعة لناحية برطلة". ووقع الهجوم صباحاً مستهدفاً هذه القرية التي تسكنها غالبية من طائفة الشبك وتقع على بعد عشرة كيومترات شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد). والشبك تطلق على مجموعة كردية تضم نحو 30 ألف نسمة، وذلك نظراً لتشابك معتقداتهم الدينية مع ديانات قديمة وحديثة وغالباً ما تستهدفهم مجموعات إسلامية متطرفة. وتأتي أعمال العنف هذه غداة هجوم شنه متمردون على مدينة سامراء الواقعة على بعد 110 كلم شمال بغداد، إحتلوا خلاله العديد من أحيائها قبل أن يطردهم الجيش بعد معارك أوقعت عشرات القتلى. وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم (الجمعة)، أن المتمردين كانوا يستهدفون ضريح الأمام العسكري وسط سامراء في محاولة جديدة "لإثارة توتر طائفي"، بحسب قوله. بيد أن المناطق التي سيطر عليها المسلحون كانت في شرق سامراء بعيداً عن ضريح الإمام الشيعي. وكان هذا الضريح إستهدف في شباط (فبراير) 2006 بهجوم كان بداية نزاع طائفي أوقع عشرات آلاف القتلى بين 2006 و2008 بعد الغزو الأميركي للعراق في 2003. وبلغت أعمال العنف التي تدمي العراق يومياً منذ عدة أشهر مستوى قياسياً لم تبلغه منذ 2008 مع نهاية عقدين أسودين في تاريخ العراق. وقتل أكثر من 4300 شخص في أعمال العنف اليومية منذ بداية العام الحالي، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس إستناداً الى مصادر رسمية، بينهم 900 في أيار (مايو) فقط. ويسعى المسؤولون السياسيون منذ عدة أسابيع إلى تشكيل تحالفات بغرض تشكيل حكومة ينوي رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي رئاستها حتى وإن كانت الإنتخابات التشريعية في 30 نيسان (أبريل) لم تمنحه أغلبية واضحة.