طرابلس - رويترز - خلال بداية الانتفاضة في العاصمة الليبية طرابلس ضد العقيد معمر القذافي اعتمد النشطاء على موقع «فايسبوك» على الانترنت والرسائل النصية للتواصل والتنظيم والتعبير عن أنفسهم. لكن الحكومة في ذلك الحين قطعت الانترنت وخدمة الرسائل النصية للهواتف المحمولة ما أدى الى تراجع الحركة المناهضة للقذافي. وربما تكون السلطات الليبية تعلمت درساً من تونس ومصر المجاورتين حيث استخدم نشطاء المعارضة هذا العام موقعي «فايسبوك» و «تويتر» للتواصل الاجتماعي لتنظيم أنفسهم واجبار زعيمي هذين البلدين على التنحي. وقالت نشطة من «ائتلاف 17 فبراير» تستخدم اسم «أمل»: «كنت استخدم فايسبوك طول الوقت في الايام الاولى من الانتفاضة». وخشية الاعتقال طلب «أمل» وثلاثة نشطاء آخرين عدم نشر أسمائهم الحقيقية وحجب مكان الاجتماع. وأضافت «أمل»: «تراقب الحكومة المكالمات الهاتفية لذلك فان عدم وجود الانترنت وعدم وجود الرسائل النصية يجعل من الصعب علينا التواصل مع بعضنا. وكل معلومة نتبادلها لا بد من أن تكون بشكل مباشر والا علينا التحدث بالشِفرة عبر الهاتف». ويقول معارضو القذافي في العاصمة الليبية انه يتعين عليهم اللجوء الى أساليب الاتصالات التي كان يستخدمها المعارضون والثوار قبل عصر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. وقال ناشط ذكر ان اسمه «سالم»: «من الصعب الوصول الى مجموعات أخرى. وهناك قدر كبير من الخوف والناس لا يثقون في بعضهم البعض». والى جانب ضرورة توخي الحرص مما يقال عبر الهاتف بسبب تنصت الحكومة على الاتصالات، فإن على الليبيين المعارضين توخي الحذر من شبكة الوشاة الذين يعملون لصالح الحكومة. ويقول النشطاء في طرابلس انهم معرضون لخطر الاعتقال والتعذيب والقتل. وينفي المسؤولون في حكومة القذافي قمع المعارضة. ويقولون ان الغالبية العظمى من أبناء طرابلس يؤيدون الزعيم الليبي وان من لا يفعلون ذلك هم من المجرمين ومتشددي تنظيم «القاعدة». وقال أحد الناشطين المعارضين انه كان على اتصال مباشر بأربع مجموعات أخرى في طرابلس ثلاثة منها في الاحياء المعروفة بمعارضتها للنظام ويعلم أسماء خمسة آخرين. وليس من مصلحته أو مصلحتهم أن يعرف كل طرف معلومات كثيرة عن الطرف الآخر. وأضاف ان بعض المجموعات سلمية في حين أن مجموعات أخرى تهاجم نقاط التفتيش الحكومية ليلاً. ويقول النشطاء ان نظام القذافي أحكم القبضة الامنية في طرابلس مما يجعل من الصعب معارضة الحكومة. وقال ناشط ان حركة الجيل الحر التي ينتمي اليها تركز على خطوات رمزية في الوقت الراهن مثل رسم علم المعارضة على الطريق أو وضع أعلام فوق الجسور أو حتى اطلاق أعلام لتطير في سماء المدينة. وعلى رغم المخاطر الجمة فإن كل ما يقومون به يجري تصويره بكاميرات بسيطة ويجري تداول هذه التسجيلات. ومع أنها خطوات خطيرة فقد قال الناشط «انها تتيح للناس أن يعلموا أن هناك معارضة هنا». كما أن حركة الجيل الحر تنشط في الاتصال بالمؤسسات الاعلامية الدولية واطلاعها على أحدث الاخبار وكذلك بث تسجيلات فيديو للمتظاهرين المعارضين للقذافي على الانترنت. كما ان هناك مجموعة أخرى في طرابلس تعد قائمة شاملة بالوشاة التابعين للنظام. وتابع الناشط «قام النظام بخطوات لإبطائنا... لكن حظر الانترنت لن يمنعنا. منع الرسائل القصيرة لن يمنعنا. يمكنهم ان يعطلونا لكنهم لن يمنعوا انهيار النظام الذي أصبح محتوماً».