بدأ وزير الخارجية المصري الجديد محمد العرابي أمس أول يوم عمل له في الوزارة بعقد اجتماع تنسيقي مع وزير الخارجية السابق الدكتور نبيل العربي، في مكتبه في الطابق الثاني من مبنى الوزارة المصمم على شكل زهرة اللوتس على كورنيش النيل، والذي كان أول شاغل له بعد افتتاحه عام 1991 الوزير الأسبق والمرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى ثم الراحل أحمد ماهر فأحمد أبو الغيط. وكان العرابي أدى اليمين القانونية أمام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي، وربما يكون وصل بصعوبة إلى مكتبه الملاصق لمبنى التلفزيون في ماسبيرو حيث يقطع الطريق معتصمون يطالبون بإلغاء حظر الإتجار بالدواجن الحية وبعضهم يريد وحدات سكنية وآخرون لهم مطالب سياسية من أسر شهداء ثورة 25 يناير ويركزون على الإسراع بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وضمّها إلى محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في الاتهامات بقتل المتظاهرين. بعد الاجتماع قام العرابي بتوديع العربي وقال له أنه يتشرف بالعمل وزيراً للخارجية بعد الأداء الراقي للرجل الذي حاز إعجاب الرأي العام في مصر وخارجها خصوصاً في محيطه العربي، والذي أهّله إلى اختياره بالإجماع أميناً عاماً للجامعة العربية حيث يستلم عمله في غضون أيام. وكان أول اتصال هاتفي أجراه العرابي عقب توليه المنصب بوالدته ثم توجه الى منزلها ليقبل يديها، بعدها ذهب الى قبر والده عبد الحي محمد العرابي وقرأ الفاتحة على روحه وعاد الى الوزارة، وقبل دخول مكتبه توجه الى الطابق الثامن حيث كان مكتبه السابق كمساعد لوزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية وصافح زملاءه الذين عمل معهم منذ مجيئه من ألمانيا حيث كان سفيراً. وعقد العرابي اجتماعاً موسعاً في مكتبه ضم مساعديه في كل القطاعات ومديري الإدارات المختلفة وأكد خلاله استمرار العمل وفقاً لطموحات الشعب المصري في إطار توجهات ثورة 25 يناير. ويتوجه العرابي اليوم الى عاصمة غينيا الاستوائية مالابو لحضور قمة الاتحاد الأفريقي التي تبدأ الأربعاء ويترأس وفد مصر إليها رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف. وأعرب العرابي عن سعادته بأن تكون أولى مهامه الخارجية في أفريقيا، مشيراً الى أن البعد الأفريقي سيكون أحد أهم محاور الارتكاز في السياسة الخارجية المصرية في الفترة المقبلة.