تسببت النزاعات المشتعلة والجفاف الذي يجتاح مناطق كثيرة من العالم، بزيادة عدد الذين يعيشون تحت نير المجاعة إلى 124 مليون إنسان في نهاية 2017، بزيادة 15 في المئة عن عام 2016، وفقاً لتقرير نشره الاتحاد الأوروبي ومنظمة «فاو» وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة. وحلّ اليمن وشمال نيجيريا والكونغو الديموقراطية وجنوب السودان وبورما، على رأس الدول الأكثر معاناة من جوع «حاد» بسبب الحروب أو انعدام الأمن، استناداً إلى التقرير العالمي للأزمات الغذائية لهذه السنة. وفي شرق أفريقيا وجنوبها، أكد التقرير أن الجفاف الممتد أدى دوراً رئيساً في «تراجع المحاصيل في بلدان تعاني أساساً من مستويات مرتفعة من النقص في الأمن الغذائي». وكان التقرير ذاته قدّر عدد الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء بنحو 108 ملايين في العالم عام 2016، وبنحو 80 مليوناً عام 2015. ورجح التقرير أن تبقى النزاعات وانعدام الأمن هذه السنة في طليعة أسباب الأزمة الغذائية التي تشمل أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديموقراطية وشمال شرقي نيجيريا ومنطقة بحيرة تشادوجنوب السودان وسورية واليمن، وكذلك ليبيا والساحل الأفريقي الأوسط أي مالي والنيجر. وفي أفريقيا، يستفحل انعدام الأمن الغذائي بسبب تأثير الجفاف على المحاصيل الأساسية والماشية في مناطق الرعي في الصومالوجنوب شرقي إثيوبيا وشرق كينيا، وكذلك في دول غرب أفريقيا والساحل مثل السنغالوتشاد والنيجر ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو. ونقل التقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله: «الواجب الأخلاقي يملي علينا أن نبذل المزيد، ولدينا الأدوات والمعرفة لذلك. علينا أن نزيل الجدران التي تفصل منذ فترة طويلة بين الجهات الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية وتلك الفاعلة في مجال التنمية». وفي سياق متصل، أعلنت الأممالمتحدة أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت أعلى درجات حرارة منذ بدأ تسجيل البيانات، وإن ظواهر مثل الموجات الحارة في أستراليا ودفء القطب الشمالي ستستمر هذا العام، بالتالي ستتواصل ظاهرة الجفاف الذي يضرب الزراعة والغذاء في أنحاء كثيرة من الأرض. وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي عن المناخ العالمي، إن أعاصير المحيط الأطلسي والفيضانات الموسمية في الهند ساهمت في جعل عام 2017 أكثر الأعوام تكبداً للخسائر بسبب الطقس السيء والظواهر المناخية المتطرفة. وكتب الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس في التقرير، أن درجات الحرارة المرتفعة في شكل غير عادي في القطب الشمالي عام 2018 تتناقض مع العواصف الشتوية القاسية في أوروبا وأميركا الشمالية. وأضاف: «حتى الآن عانت أستراليا والأرجنتين موجات حر شديد بينما استمر الجفاف في كينياوالصومال وشهدت مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا نقصاً حاداً في المياه». وحذّر من أن ثاني أكسيد الكربون «سيبقى فوق هذا المستوى لأجيال مقبلة، ويعني هذا مستقبلاً أكثر دفئاً لكوكبنا الذي سيشهد المزيد من أحوال الطقس المتطرفة».