أعلن رئيس الجمهورية جلال طالباني، ان الحكومة العراقية قررت اغلاق «معسكر أشرف» الذي يضم حوالى أربعة آلاف من عناصر منظمة «مجاهدي خلق» الايرانية المعارضة، نهايةَ السنة الجارية. ووصف طالباني الارهاب، في كلمته امام مؤتمر لمكافحة الارهاب في طهران امس، بأنه آفة عالمية اصبحت شرورها خطراً يهدد الجنس البشري ويقوض الاقتصاد العالمي. وقال طالباني امس: «تقرر اغلاق معسكر اشرف نهاية السنة، على ان تراعى الاعتبارات الانسانية ويتم التزام حقوق الانسان». وعزا القرار الى «رغبة منا في ان لا يكتوي احد بنيران الارهاب». وقال: «أَقر دستورُنا بأن العراق لن يكون مقراً او ممراً للعدوان على اي دولة مجاورة، ولن نسمح بأن ينطلق اي تهديد إرهابي من اراضينا». وكانت المنظمة اتخذت من معسكر اشرف في محافظة ديالى مركزاً رئيساً لتجمع عناصرها التي كانت منتشرة على الحدود مع ايران قبل وقف اطلاق النار في الحرب العراقية - الايرانية في آب (اغسطس) العام 1988، في معسكرات عدة من البلاد، أهمها: معسكر العظيم (شمال ديالى)، ومعسكر عقاب في القرنة في البصرة، وكانت مهمتها آنذاك شن هجمات ضد الجيش الايراني. وأعرب عن امله في «شمول الموجودين في المعسكر بعفو من الحكومة الايرانية»، وعدَّ مثل هذه الخطوة «عاملاً مساعداً يُسهل عودة من يشاء منهم الى بلاده، ومساعدة الآخرين في التوجه الى بلدان أخرى». وكشف طالباني أنه «تم تشكيل لجنة ثلاثية من العراق والجمهورية الاسلامية والصليب الاحمر الدولي، لوضع آليات ومتابعة تنفيذ القرارات المتخذة». وذكرت «وكالة مهر للانباء» الايرانية، ان وزير الامن الايراني حيدر مصلحي، تحدث عن «اجراء محادثات أمنية بين مسؤولين ايرانيين وعراقيين لتحديد مصير عناصر زمرة المنافقين الارهابية المقيمين في معسكر أشرف بالعراق في اسرع وقت». ووصف الارهاب بأنه «آفة عالمية اصبحت شرورها خطراً يهدد الجنس البشري ويقوض الاقتصاد العالمي ويعيق التعاون والتكامل بين الدول ويعرقل حوار الحضارات، الذي صار شرطاً لا بد منه في عالمنا هذا، الذي غدا قرية كبيرة، بفعل منجزات العلم ووسائل الاتصال والمواصلات الحديثة». وشدد على ان «عمليات مكافحة الارهاب تقتضي تشخيصاً دقيقاً لهذه الظاهرة، التي تمتد جذورها في التاريخ»، ولفت: «لكنها اكتسبت بُعداً بالغَ الخطورة خلال العقود المنصرمة».