أعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو أمس أن معظم قواته أصبحت خارج المدن، مؤكداً التزامه موعد الانسحاب الكامل نهاية الشهر الجاري، فيما أكد مسؤولون عراقيون قدرة قواتهم على تحمل المسؤوليات الأمنية. على صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء البريطاني غولدن براون أمس فتح تحقيق «مستقل» في مشاركة لندن في الحرب على العراق عام 2003، على ان يشمل الفترة من عام 2001 حتى الآن. ومن دون أن يكون هدفه تحديد المسؤولين عن المشاركة. وقال الجنرال أوديرنو في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الدفاع والداخلية العراقيين والناطق باسم الحكومة، إن قواته انسحبت، بناء على ما ينص الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن «بصورة بطيئة خلال الأشهر الستة الماضية، وأصبحت غالبيتها خارج المدن العراقية» مؤكدا ان «الانسحاب يجري وفق الجدول المقرر». وشدد على انها «ستنسحب من الموصل». وأوضح: «لقد كانت لدينا تحفظات عن وضع المدينة في الاشهر القليلة الماضية إلا أنني اشعر بالراحة أكثر الآن». وزاد ان «الأيام المظلمة في العام الماضي ولت، واصبحت وراءنا». وقدم وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي شرحاً مفصلاً لآليات الانسحاب الاميركي واللجان المشكلة لهذا الغرض واكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية جواد البولاني والناطق باسم الحكومة علي الدباغ وأوديرنو ان القوات العراقية ماضية في خطط حماية المدن والبلدات. واضاف ان «القوات الأميركية التي ستبقى مع العراقيين ستوفر لهم الدعم الجوي وسيكون هناك مجموعات فنية لإدارة المعدات». أما البولاني فقال إن «لجنة شؤون العمليات التي يرأسها، تنسق مع ثماني لجان اخرى تتمثل فيها الوزارات ذات الصلة ومنها وزارات الاتصالات والنقل والتجارة والعدل». واكد الدباغ ان «الحكومة العراقية ملتزمة تسلم كامل المسؤولية الأمنية وحماية المواطنين وجميع الاجانب العاملين والمقيمين في العراق والسفارات والممثليات الأجنبية والبعثات التجارية والثقافية، وهي فخورة بمهنية وقدرات القوات العراقية». وقال اوديرنو ان «عددا قليلا جدا» من قواته سيبقى في بعض المدن والبلدات، كمدربين ومستشارين. إلى ذلك، قال براون في كلمة أمام البرلمان أمس ان التحقيق في أسباب مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق ليس هدفه «تحديد مسؤولين»، وسيتم فتحه «في اسرع وقت»، بعد انسحاب «آخر جنودنا» في نهاية تموز (يوليو) الجاري. واضاف ان النتائج ستعلن «شبه كاملة»، لكن ليس قبل عام، أي بعد الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في موعد اقصاه حزيران (يونيو) 2010. وستعقد جلسات الاستماع مغلقة لدواع أمنية، عكس ما كانت تطالب به المعارضة وعائلات الجنود. وأوضح براون ان التحقيق «سيشمل مرحلة تبدأ في صيف 2001، قبل بداية العمليات العسكرية في العراق في آذار (مارس) 2003 وتدخلنا في العراق، حتى نهاية تموز هذا العام». واكد ان «التحقيق أساسي لأننا بأخذنا عبرا (من هذه الحرب) سنعزز سلامة ديموقراطيتنا وديبلوماسيتنا وجيشنا». وابدى اعتزازه «الكبير» بالقوات البريطانية في العراق، مذكرا بأن 179 جندياً قتلوا في هذا البلد منذ 2003. وسيتناول التحقيق الظروف التي دفعت حكومة رئيس الوزراء السابق توني بلير الى المشاركة في الحرب على العراق الى جانب الولاياتالمتحدة وتداعيات هذا القرار. لكن زعيم المعارضة المحافظة ديفيد كاميرون أخذ فورا على براون انه تعمد إرجاء إعلان نتائج التحقيق الى ما بعد الانتخابات «لتفادي اي استنتاج» لا يلائم حزبه.