عبارات إطراء وثناء وحديث ودي عن «البلد الواحد» و «المصير المشترك»، تبادلها الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير في مؤتمر صحافي عُقد في القاهرة أمس، بعد قمة جمعتهما وأذابت الجليد في العلاقات بين البلدين. واستقبل السيسي البشير في مطار القاهرة واصطحبه إلى قصر الرئاسة، حيث جرت مراسم استقبال رسمية قبل القمة التي أعلنت الرئاسة في بيان أنها شهدت اتفاقاً لتعزيز العلاقات الأمنية من خلال لجنة أمنية تشكلت. وأكد السيسي حرص مصر على مواصلة التنسيق المكثف مع السودان، فيما رحب البشير بتفعيل التعاون بين البلدين في كل المجالات. وأكد السيسي لضيفه أن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وحجم التحديات الأمنية «تفرض التوحد ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها إزاء محاولة النيل من مقدراتها، إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ». وشدد السيسي، في مؤتمر صحافي مع البشير بعد القمة، على «علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة بين شعبي وادي النيل»، وإدراكهما أهمية «الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز علاقات الأخوة». وقال إن زيارة البشير تعكس «الروح الإيجابية بين البلدين والحرص التام على تعزيز التشاور والتنسيق». وأشار إلى أن «المحادثات تناولت «سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، في ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين». وأوضح أنه اتفق والبشير على «استشراف آفاق أوسع للتعاون والتنسيق في كل المجالات»، وتفعيل الآليات المشتركة بين البلدين، وبينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، ولجان أخرى تعمل لتذليل أي صعوبات أو تحديات أمام «العلاقة الأخوية العميقة». وأضاف السيسي: «اتفقنا على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات في صورة منتظمة». وزاد: «أكدنا عزم البلدين على المضي في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين». وأضاف: «أكدنا عزمنا العمل معاً، ومع الأشقاء في أثيوبيا، للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع من دون الإضرار بأي طرف»، لافتاً إلى الاتفاق على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين في الخرطوم هذه السنة. وأكد البشير أن «هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر لتكون العلاقات بناءة لمصلحة البلدين والشعبين. نحن أمام مرحلة تاريخية مفصلية، إذ نشاهد ما تعانيه المنطقة من مشكلات نتأثر بها جميعاً، ونحمد الله أننا بمنأى منها، لكن الأمر يتطلب مزيداً من التقارب والتشاور والتعاون من خلال الآليات المشتركة التي أسسناها». وذكر أن «العلاقات بين القاهرةوالخرطوم تاريخية، إذ يربطها التاريخ والجغرافيا ونهر النيل والمصير المشترك». ولفت إلى بحث مشروعات للربط البري والنهري والكهربائي تلبية لرغبة «الشعبين الشقيقين». وقال: «ليس لدينا أي خيار إلا التعاون». وأستدرك: «مصر تمر بفترة انتخابات وتلك الفترات تكون فرصة لزعزعة وانفلات أمني. نسأل الله أن يحفظ مصر، وقمنا بالزيارة في هذا التوقيت لأننا مع استقرار مصر ولدعم الرئيس السيسي الذي عرفناه من قرب». وحضر الرئيسان المصري والسوداني احتفال الأسرة المصرية، وألقى كل منهما كلمة أكد فيها أولوية العلاقات الثنائية. وقال السيسي: «لا انفصام في الوشائج الأخوية بين شعبي البلدين. لا أبالغ حين أقول إن ما يجمع الشعبين رباط مقدس... أمن السودان واستقراره ومصالحه كانت وستظل دائماً جزءاً من أمن مصر واستقرارها ومصالحها». من جانبه، قال البشير: «إنجازات مصر فخر لنا جميعاً... قوة مصر قوة للسودان، وقوة السودان قوة لمصر... واتفقت مع شقيقي الرئيس السيسي على كل ما من شأنه تعزيز العلاقات». في غضون ذلك، حيا السيسي الجاليات المصرية في الخارج لمشاركتها بكثافة في اقتراع الرئاسة، وقال: «لا أشك في أن الشعب سيلبي نداء مصر أيام الانتخابات، وكلي يقين بأن مشاركتكم تعني الكثير أياً تكن اختياراتكم». وأضاف: «مشاركتكم الكثيفة تعطي الوطن دفعة كبيرة إلى أمام، وترفع اسمه عالياً بين الأمم، وتُرسي دعائم مستقبل أكثر أمناً واستقراراً».