واشنطن – «نشرة واشنطن» – خلصت دراسة أميركية عن أثر الاحتباس الحراري، إلى «ارتفاع ثابت في مستوى البحر على الشاطئ الأطلسي الأميركي»، ولاحظت أن هذا الارتفاع «أسرع من أي وقت مضى على مدى الألفي سنة الماضية». وضمّ الفريق العلمي، الذي ينشر أبحاثه في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»، باحثين من جامعتي «يال» و «بنسلفانيا»، ومؤسسة «وودز هول لعلم المحيطات» وموّلت أبحاثه «المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم» (NSF). وشكلت نتائج الدراسة عملية البناء الأولى المتواصلة لمستوى البحار على مدى الألفي سنة الأخيرة، ومقارنة التغييرات في درجات الحرارة العالمية بتلك المتصلة بمستوى البحر. واعتبر مدير البرنامج في قسم العلوم الأرضية لدى «المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم» بول كاتر، أن هذه الأبحاث «مفيدة تحديداً لتوقع تطور أنظمة الشواطئ، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم». ولفت الباحثون، إلى أن مستوى البحر «ظل مستقراً نسبياً منذ العام 200 قبل الميلاد حتى عام 1000 بعد الميلاد. وبدأت المياه ترتفع تدريجاً في القرن ال 11، بمقدار نصف ميلليمتر سنوياً وعلى مدى 400 سنة، تبعتها فترة استقرار استغرقت مئات السنين. وفي القرن ال 19، بدأ مستوى البحر يرتفع مجدداً وهو يواصل ارتفاعه ملليمترين سنوياً، مشكلاً أسرع وتيرة ارتفاع له خلال 2200 سنة». واحتسب الفريق العلمي هذه الحقبات المتناوبة من مستويات البحر المرتفعة والمستقرة، من خلال فحص نواة الرواسب المستخرجة من المستنقعات المالحة على الشواطئ في ولاية نورث كارولاينا. وحُلّلت هذه الرواسب والكائنات الدقيقة المتحجرة في داخلها بواسطة اختبارات الكربون المشعّ وتقنيات أخرى سمحت بتقدير أعمار العيّنات والتغيرات في مستوى البحر عبر الزمن. ورأى بنجامين هورتون من جامعة بنسيلفانيا، أن «ارتفاع مستوى البحر هو نتيجة كارثية محتملة لتغير المناخ، لأن ازدياد درجات الحرارة يؤدي إلى ذوبان الجليد القائم على اليابسة وتسخين مياه المحيطات». وأشارت دراسة أخرى إلى إحدى الخلافات الرئيسة المتعلقة ببيانات الاحتباس الحراري العالمي، وأسبابه والنشاطات الإنسانية التي تضخ غازات الاحتباس الحراري إلى الجو، وإذا كانت دورة طبيعية تتعرض لها الأرض عبر آلاف السنين. إن النشاطات الإنسانية - أو الأسباب البشرية كما يشير إليها العلماء - تبعث كمية من غازات الاحتباس الحراري تزيد كثيراً على ما تبثه البراكين. وكتب ترنس غيرلاش في مقال في مجلة «إيوس»، الصادرة عن الاتحاد الأميركي للفيزياء الجيولوجية، أن «البراكين التي يشهدها العالم حالياً تبث كميات بسيطة جداً نسبياً من ثاني أكسيد الكربون». وأوضح أن مستوى الإنتاج العالمي لثاني أكسيد الكربون المنبعث من البراكين سنوياً «يتراوح بين 0.15 - 0.26 بليون طن متري أو جيغا طن. فيما تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يولدها البشر 35 جيغا طن، ما يقلّص تقديرات المعدل السنوي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون البركانية العالمية حالياً». وقُسّم تحليل الانبعاثات الإنسانية إلى مصادر محددة من الانبعاثات، ولفت غيرلاش إلى إمكان أن يفوق كل مصدر لوحده ما يمكن أن تبعثه البراكين، إذ تبثّ المركبات الخفيفة كالسيارات والشاحنات 3 جيغا طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون، وإنتاج الإسمنت 1.4 جيغا طن كل سنة».