بابتسامة عريضة؛ تستقبل السعودية سارة نجار، زبائن الفندق التي تعمل فيه قريباً من الحرم المكي، وتعاملهم باحترافية عالية، ولا تقف اللغة عائقاً أمامها، فهي تجيد إلى جانب العربية لغات عدة، بينها الإنكليزية والفرنسية، وتتحدثهما كلغتها الأم. وتقول: «نتعلم كل ماهو جديد في عالم الفنادق، فالعمل فيه ممتعة وشغف للتعرف على الكثير من ثقافات الشعوب من خلال التعامل مع الزوار والمعتمرين من مختلف الجنسيات والبلدان». وسارة ليست الوحيدة في هذا الفندق، فإلى جانبها 40 موظفة سعودية يعملن هنا منذ سنوات، ولكن عددهن زاد في الفترة الأخيرة، منهن زميلتها الموظفة الاستقبال في المكاتب الأمامية ريم باقطيان، التي قالت: «أعمل موظفة استقبال من سنوات عدة، والمسار الوظيفي أمامي وسلم الترقيات واضح، لذلك نحن نعمل بكل جد واجتهاد، ونهدف من خلال ذلك إلى تطوير قدراتنا والإلمام بكل ما هو جديد، فالفرص متاحة أمامنا كسيدات متى ما تسلحنا بالعلم والمعرفة». ولا تقتصر مهن السعوديات على الاستقبال، فهناك تجهيز وتحضير الطعام، حيث تعمل عبير الحربي، والتي عبرت عن سعادتها بما تقوم به، مبينة أن البيئة المكانية «مناسبة» وتمتاز بالكثير من الخصوصية ما أعطانها دافعاً أكبر بالقدرة على الإنتاجية والتفكير فيما هو أبعد عن ذلك. وتعمل أراء بخاري موظفة سنترال وإدخالال بيانات، وتتلقى يومياً عشرات الاتصالات من النزلاء، وإذ علموا أنها سعودية «يقومون بدعمنا وتوجيهنا والدعاء لنا، فنحن نمثل بلادنا في تواصلنا مع النزلاء من جميع أنحاء العالم، وبذلك بإمكاننا أن نقدم للضيف صورة إيجابية وحسنة عن بلادنا، وهذا من شأنه أن يسهم في تحسين الصورة الحضارية أمام العالم» بحسب قولها. وأشارت منسقة التأمين الطبي عفاف عبدالله، إلى أن المكان والخصوصية والتطوير المهني والتدريب الذي يحصلن عليه «يساعدنا على القيام بمهام عملنا على أكمل وجه وتقديم الخدمات الصحية للموظفين وعوائلهم بكل أريحية». وأشادت الموظفات في بدور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تنمية القدرات البشرية السياحية، ما أتاح لهن الإسهام في التنمية السياحية وخدمة ضيوف الرحمن من خلال مواقعهن الوظيفية في قطاع الإيواء. بدوره، أكد المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف، أن الهيئة وفق استراتيجياتها في توطين القطاع السياحي وتهيئة القطاع للاستفادة من القدرات البشرية الوطنية، مستمرة في توطين وظائف قطاع الفنادق والإيواء السياحي، وتمكين القوى البشرية الوطنية من المساهمة في التنمية الوطنية في المجالات كافة . وأشار الشريف إلى أن المواطنة السعودية تحمل المؤهلات العلمية العليا وتمتلك القدرة على التحدث بلغات عالمية، وتمكنت من تطوير قدراتها من خلال دورات التطوير والتأهيل لتتمكن من الانخراط في الأعمال الفندقية، متوقعاً لها أن تحصد مناصب قيادية في إدارة الفنادق، وفقاً للضوابط والقيم الإسلامية والمجتمعية. من جهته، قال المدير العام لفندق «أنجم» فهد بيومي: «مستمرون في استقطاب العنصر النسائي في غالبية الأقسام، وبدأنا بشكل تدريجي من أعمال الإشراف الداخلي، ثم قسم التحضير والتجهيز في المطبخ، ثم التأمين الطبي والموارد البشرية، وأثبتت الموظفة المواطنة الجدارة والكفاءة العالية في انجاز المهام، وحاليا هناك أول دفعة من المواطنات سيعملن في الاستقبال والحجوزات، وغالبيتهن من حملة البكالوريوس والماجستير، إضافة إلى أنهن يتقن لغات عدة، منها الفرنسية، والإنكليزية، والتركية، والملايو، ونحن في طور توظيف عدد أكبر وتقديم لهن البرامج التأهيلية المعدة من نخبة من الخبراء في مجال الفندقة وأصحاب الخبرة العريضة في مجال الإيواء السياحي».