يسدل الموسم الرياضي في السعودية أستاره اليوم بعد منافسات كروية استمرت قرابة العام، عندما يلتقي قطبا عروس البحر الأحمر جدة، فريقا الاتحاد والأهلي، على نهائي خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في مباراة ستحظى برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سيسلم كأس البطولة إلى الفائز. وعبر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عن اعتزازه برعاية خادم الحرمين للمباراة الختامية، وقال: «هذه الرعاية الكريمة تجسد حرص القيادة الحكيمة في هذه البلاد على الالتقاء بأبنائها الشباب والرياضيين وتعكس روح التلاحم التي تتسم بها علاقة شباب هذا الوطن بقيادته». طريق الفريقين نحو النهائي لم يكن سهلاً. فالاتحاد تجاوز النصر والهلال على التوالي فيما تجاوز الأهلي الشباب على رغم خسارته في كلتا المباراتين ذهاباً 2-1 وإياباً 1-0 بسبب كسبه للاحتجاج ضد مشاركة عبدالعزيز السعران الموقوف آسيوياً في المباراة ولكن عاد وتألق أمام الوحدة إذ تعادل معه ذهاباً 2-2، ومن ثم تغلب عليه إياباً 4-1. الفريقان يسعيان إلى إنقاذ موسمهما «المخيب» بعد أن خرجا من البطولات المحلية السابقة كافة من دون أية بطولة وهما يتمسكان بقشة الأمل، ولا سيما الاتحاد الذي اعتاد الحضور في النسخ ال 3 الماضية من البطولة ذاتها وكسب الأخيرة منها ويسعى إلى الحفاظ على لقبه فيما الأهلي في الضفة الأخرى غاب طويلاً عن منصات التتويج ويمنّي النفس بعودة تبهج جماهيره، ولا سيما في ظل الدعم الكبير الذي قدمته للفريق في المباريات الأخيرة. النهائي يشهد مواجهة خاصة بين اللاعبين العمانيين أحمد حديد في الاتحاد وعماد الحوسني في الأهلي، وكلاهما سيبذل قصارى جهده لإهداء فريقه الكأس. وعلى رغم أن الفوارق الفنية تلعب دوراً بارزاً في تقويم أفضلية فريق على آخر، إلا أن العوامل النفسية والمعنوية ستلعب دوراً رئيسياً، وهو ما بدا جلياً في تعليقات قائد الفريق الاتحادي محمد نور ل«الحياة» إذ وصف المباراة بأنها تاريخية ومن العيار الثقيل، مؤكداً أنها لا تخضع لمقاييس فنية، وقال: «الفريق الأكثر هدوءاً والأقل أخطاء سيكسب، وفرحتنا لا توصف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وسنحقق البطولة الثانية المتمثلة في الكأس الغالية». في المقابل رفض لاعب الأهلي ومدربه السابق أمين دابو الدخول في لعبة التوقعات، مؤكداً أن مدرب الاتحاد البلجيكي ديمتري يمتلك أفضلية على نظيره الأهلاوي الصربي أليكس، وقال ل«الحياة»: «على رغم ميلان كفة التوقعات لمصلحة لاعبي العميد وخبرتهم، إلا أن هناك مباريات سابقه خسرها الاتحاد وهو في قمة عطائه الفني لذلك من الصعب التوقع مع الإقرار بالطبع بوجود أفضلية نسبية للاتحاد كونه القريب من أجواء البطولات أخيراً».