تجربتي بعد المدرسة أظهرت أن الجبر لا وجود له في حياة الناس، ولكن الكيمياء مهمة، لأنها اخترعت الشقراوات. تجربة غيري تقول إن البيتزا تأتي في علبة من الكرتون مربَّعة، وإذا فتحتها تجد البيتزا مدورة، وعندما تبدأ بأكلها تجد أنها مقسَّمة في مثلثات. هل البيتزا طعام أو درس رياضيات؟ هي هذا وذاك، وقد تذكرت الجبر والهندسة والكيمياء والشقراوات بعد أن انتقدت أساتذة وطلاباً في الجامعة الأميركية في بيروت هاجموا جيمس ولفنسون، الرئيسَ الأسبق للبنك الدولي، وهم لا يعرفون أنه نصير قوي للقضية الفلسطينية. وتلقيت بعد ذلك رسالة من قارئ ذكي يثبت عبر معادلات رياضية، أن الإنسان غبي قبل أن يكون شريراً. أنقل من رسالته المعادلةَ الأولى، وهي: الإنسان يساوي: أكل مع نوم مع عمل مع متعة. الحمار يساوي: أكل مع نوم. وبذلك تصبح المعادلة: الإنسان يساوي: حمار مع عمل مع متعة. وبطريقة أخرى: الإنسان ناقص متعة يساوي: حمار مع عمل. وهذا كله يعني أن الإنسان الذي لا يتمتع بالحياة هو حمار يعمل. وهناك معادلة ثانية: الرجل يساوي: أكل مع نوم مع كسب المال. الحمار يساوي: أكل مع نوم. وهذا يقودنا الى معادلة أن الرجل يساوي: حمار مع كسب المال، وبالتالي ان الرجل ناقص كسب المال يساوي: حمار. وهناك معادلة ثالثة: المرأة تساوي: أكل مع نوم مع صرف المال. الحمار يساوي: أكل مع نوم. وتصبح المعادلة: المرأة تساوي: حمار مع صرف المال. وهي معادلة يمكن قلبها لتصبح: المرأة ناقص صرف المال تساوي: حمار. ويمكن تفسير المعادلتين الثانية والثالثة بأن الرجل يكسب المال حتى لا يُعتبر أنه حمار، والمرأة تنفق المال حتى لا تُعتبر انها حمارة. وتصبح المعادلة: الرجل مع المرأة يساويان: حمار مع كسب المال مع حمار مع صرف المال، وإذا أزلنا كسب المال وصرفه يصبح الرجل والمرأة يساويان حمارين يعيشان بسعادة أحدهما مع الآخر. كنت أتمنى لو أنني طلعت بالمعادلات السابقة بنفسي بدل أن أنقلها عن قارئ نقلها عن مصدر مجهول، غير أنني استفدت منها بوضع نظرية جديدة، ففي الإنكليزية يقولون ان الزواج مصنوع في السماء، ولكن البرق والرعد مصنوعان في السماء أيضاً، فتصبح المعادلة: الزواج يساوي البرق مع الرعد، وهذا مع العلم أنها هي التي تبرق وترعد، أما هو، فخارج البيت عامل عنتر وفي البيت يقول: «ظهري مكسَّر» كما تزعم الأغنية. أزعم أن الزواج في هذا العصر حمرنة، والعريس نجده في مَثَل لبناني قديم: مثل عزيمة الحمار على العرس، إما لحمل الضيوف أو لحمل الماء. وهذا وضع ينطبق حتى على السعداء بزواجهم، مثلي، فمعدلات العمر في كل بلد ارتفعت من أربعين وخمسين الى نحو ثمانين في نصف القرن الأخير، وكان الناس يتزوجون وهم يتوقعون أن يعيشوا بعضهم مع بعض عشر سنوات أو نحوها، وإذا بهم «يحتفلون» بعِيد زواجهم الخمسين. وهكذا عشنا لنرى الناس في الغرب وقد تغيروا إزاء الزواج، فبعد أن كان مدى الحياة، أصبح الآن مثل شراء سيارة، فهناك مهلة 90 يوماً لتعيدها إذا لم تعجبك. وهكذا، فالبنت كانت تذكر أول قبلة لها، والآن لم تعد تذكر اسم أول زوج، والممثلة سئلت هل هي متزوجة فقالت: أحياناً. مع ذلك أنصح كل زوج ألا ينتقد ذكاء زوجته أو ذوقها، وأقول له: شوف مَن تزوجت. أخيراً، جاء شاب الى العمل فرحاً وأخذ يوزع السيجار على زملائه ويقول: باركوا لي، جاءتني بنت... عمرها 22 سنة، وزنها 50 كيلو، عيناها خضراوان، أبوها مليونير. [email protected]