أكد عدد من زوار معرض الرياض الدولي للكتاب أمس، أن غالبية الكتب تشهد ارتفاعاً في الأسعار، وخصوصاً الكتب التي تصدر عن دور نشر عربية وأجنبية، سواء أكانت تعود ملكيتها لسعوديين أم غيرهم، متطلعين «إلى تدخل من إدارة المعرض لفرض حسومات جيدة للزوار». ودعا أحد الزوار إدارة معرض الرياض «إلى مراقبة الأسعار واختبار الناشرين في صدقيتهم وتعاملهم مع الناشرين». وقال زائر آخر: تصور أن كتاباً لا تتجاوز صفحاته 150 صفحة يباع ب40 ريالاً، لماذا»؟ ولفتت زائرة أكاديمية إلى أن دور النشر تعول على معرض الرياض في تعويض خسائرها طوال العام، جراء عدم الإقبال على الكتاب في عدد كبير من معارض الكتب العربية، موضحة أنه «لا مانع من تعويض الخسارة، وهذا حق لهم، ولكن ليس على حساب زوار المعرض، فكل زائر لديه بالتأكيد مبلغ معين يريد بالتالي أن يقتني به عدداً جيداً من الكتب وليس كتابين أو ثلاثة، ثم يعود أدراجه». من ناحية، دفع غلاء أسعار الكتب عدداً كبيراً من الزوار إلى التوجه إلى جناح «الكتاب المخفض في المعرض، إذ لقي هذا الجناح إقبالاً كثيفاً؛ نظراً لما يضمه من قائمة متنوعة من الكتب الأكثر مبيعاً وانتشاراً، ويبلغ طول الجناح 25 متراً ويضم أربعة رفوف متنوعة. وأوضح المشرف على الجناح عبدالله العتيق أن فكرة الجناح نبعت بتشجيع ودعم من وزارة الثقافة والإعلام؛ ليصبح الكتاب في متناول يد الجميع، وبهدف تقريب الكتاب للقارئ بأسعار رمزية جداً لا تتجاوز خمسة ريالات، وتشجيع هواية القراءة، وذلك بالتنسيق مع شركة الوطنية للتوزيع التي بادرت بحملة في جميع مناطق المملكة لشراء جميع الكتب الموجودة في المستودعات من العام الماضي وقبله، والكتب التي لا يكون عليها إقبال حسب المناطق بأسعار مختلفة لا تتجاوز 10 ريالات، مبيناً أن الكتب لاقت صدى وإقبالاً كبيراً جداً، وتنوعت بين المقررات الدراسية الجامعية وقصص الأطفال باللغة العربية والإنكليزية وكتب سياسية واجتماعية واقتصادية وشعر وروايات وسير ذاتية وعلمية متخصصة وقواميس وغيرها من أمهات الكتب، مشيراً إلى أن عدد الكتب المجهزة خلال أيام المعرض 300 ألف وكل يوم يتم تغذية الجناح بمجموعة جديدة، مشيراً إلى أن الجناح حقق ثلاثة نجاحات وهي نجاح المعرض والشركة والمشتري. وفي سياق متصل، يقدم نادي القراءة التابع لجامعة الملك سعود مبادراته الشبابية الثقافية، من خلال مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب 2018، عبر بادرة تدوير الكتب القديمة. ويسعى نادي القراءة من خلال «تدوير الكتب القديمة» إلى إعادة تدوير أكثر من 20 ألف كتاب. وأوضح رئيس المبادرة مساعد الداود أن مبادرة تدوير الكتب تُعد أحد الأساليب المجانية المُشجّعة على القراءة، التي تُمكّن القرّاء الهواة من إعادة تدويرها واستبدالها بأخرى في المجال أو التخصص نفسه الذي يقرؤون فيه، من دون تحميلهم أعباء مالية أو البحث عن كتب جديدة في مواقع أخرى، مشيراً إلى تدوير 12 ألف كتاب في العام الماضي، «ونهدف هذا العام إلى تدوير أكثر من 20 ألف كتاب». جدارية مشتركة من ناحية أخرى، لفتت زوار المعرض الجدارية المشتركة بين المملكة والإمارات، ضيف الشرف للمعرض، أنظار الزوار، وتمثل صورة تجمع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مع أخيه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض، وعبارة «عزكم عزنا» بطريقة فنية جميلة. وجاءت الجدارية لتؤكد عمق العلاقة بين المملكة والإمارات، وهي عمل مشترك بين الفنانة التشكيلية الإماراتية أشواق عبدالله، والخطاط السعودي شاكر كشغري، اللذان استغرق عملهما في الجدارية يومين لإخراجها بهذا الشكل الملفت للأنظار. وأوضحت الفنانة أشواق أن مساحة الجدارية 4 أمتار في مترين، واستخدمت فيها ألوان الأكرلك، الذي يعد ذو مرونة لرسم الجداريات على وجه العموم، مشيرة إلى أن اعتماد طريقة الرسم بتدرج الطبقات الخفيفة بألوان الجدارية المشتركة؛ لتبرز وضوح الجدارية وجمالها. من جهته، بين الخطاط شاكر كشغري أنه صمم الخط العربي لعبارة «عزكم عزنا» بالجدارية المشتركة، وإبرازها بصورة مكررة ومتداخلة تعكس بدورها الترابط الاجتماعي والسياسي والثقافي والفكري بين البلدين. دورة في عقود النشر للمؤلفين الجدد يقدم أستاذ الحقوق الفكرية الدكتور سليمان الرياعي غدا (الاثنين) على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب دورة متقدمة ومتخصصة في كتابة عقود الطباعة والنشر، الموجهة للمؤلفين الجدد. والدورة تحتوى على مجموعة كبيرة من أساسيات وركائز ومرجعيات عقود الطباعة والنشر، والإجراءات الأساسية للنشر، والمكونات الأساسية لعقود النشر. ويستعرض الرياعي نماذج من بنود عقود النشر والتقنيات الحديثة للنشر ودورها في تطور هذه العقود، ومناقشة أهم الأسئلة التي يجب على المؤلف الحديد طرحها قبل توقيع العقود. ويوضح العلاقة بين أنظمة حقوق المؤلف المحلية والعالمية، وعلاقة عقود التأليف بأنظمة حقوق التأليف السعودية وأيضاً العالمية. وقال خبير حقوق المؤلف إن هناك مكونات أساسية لعقود النشر تضبط العلاقة بين طرفيها المؤلف ودار النشر، منها الأحكام العامة، منح الحقوق والنطاق الجغرافي، وأسباب إلغاء العقد، الى جانب تنبيهات عامة تحتاج من المؤلف أخذها بحسبانه عند توقيع العقد. علوان يتحدث عن تجربته وفي الفعاليات المصاحبة للمعرض، تحدث الروائي السعودي الحائز على جائزة البوكر محمد حسن علوان، في لقاء مفتوح، عن روايته «موت صغير»، وقال إنه لم يكن ينوي كتابتها سوى في اللحظات الأخيرة، وإنه كان يفكر بكتابة رواية أخرى، «إلا أنني في يوم من الأيام كنت أقرأ عن محي الدين العربي فلاحظت انه محب للرحلة والانتقال، فتعمقت في شخصيته فوجدت ما كتب عنه مختزلاً، وهي رواية خيالية، فإن وجد فيها جزء من الحقيقة فهذا أمر جيد». وقال: «بدأت شاعراً في ال14 من عمري، وكنت أتوقع أن أكون شاعراً كبيراً تطبع له الدواوين، فانتقلت في ال20 إلى إصدار روايتي الأولى من دون أن أطبع ديواني الشعري، فهجرني الشعر ولم أهجره، وأعلم أن الشعر كائن متطلب، فلذلك بقيت فترة أكتب الشعر والقصة القصيرة والرواية مع بعضهم حتى تفرغت للرواية». وحول سبب ترجمة رواية «القندس» إلى الفرنسية، ذكر علوان: «ربما يعود إلى أسباب غير فنية»، مضيفاً: «لربما وصل إلى القائمة القصيرة للبوكر، فحصلتُ على أراء النقاد لأجل ذلك، وحصلت على جائزة معهد العالم العربي في باريس». وعن الجدل في المجاملة بعد حصوله على جائزة البوكر، أوضح بأن الجدل دائم بعد كل إعلان عن جائزة حتى جائزة نوبل.