رعى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس، الحفلة السنوية لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية العلوم الاستراتيجية وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات في الجامعة. وأوضح رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن صقر، أن الجامعة تسعى جاهدة إلى تعزيز مفهوم الأمن الشامل، من خلال توأمة العلم والأمن فكراً وممارسة، وتستشرف آفاقاً جديدة تمكّنها من مواكبة تحديات العصر، خصوصاً ونحن نشهد ثورة معلوماتية هائلة، تصاحبها ثورة إلكترونية تمثل تحدياً لسلطات إنفاذ القانون، مشيراً إلى أن الجامعة تواصل تحديث مناهجها وتطويرها، بما يتلاءم ومتطلبات المرحلة، بغية تهيئة رجال الأمن والعدل لمواجهة التحديات، وتعزيز قيم الانتماء الوطني في إطار تعاون مستنير مع الجامعات والمنظمات الدولية العاملة في الحقل الأمني. وقال ابن صقر إن قضايا الوطن ومصالحه العليا فوق كل الاعتبارات، ويأتي أمن الوطن والمواطن في مقدم الاهتمامات من منطلق أن الأمن أولاً، ولن يتأتى إلا بتكاتف الجهود وفق نسق اجتماعي يستهدف تحصين الوطن ضد كل المهددات، من خلال تعميق المواطنة وتأصيلها في الوجدان. وأضاف: «لا غرو في ذلك، فالأمن هو ركيزة التنمية، ومحور الحياة وذروة سنامها، ومطلب الأمة شيبها وشبابها، بيد أن الكثيرين لا يدركون كنه هذه المقولات وتلكم المسلمات إلا عندما يتراءى لهم الانفلات الأمني رأي العين كما هي الحال في بعض المجتمعات، ولطالما رددتم بأن الأمن مسؤولية الجميع، وأن المواطن هو رجل الأمن الأول». ولفت رئيس الجامعة إلى أنه من الطبيعي في ظل التحولات الإقليمية أن نعي مخاطر الإشاعات والأفكار الهدامة، والشعارات والأيديولوجيات الزائفة التي عصفت بالألباب على مدى عقود، وأنه لزام علينا التمترس خلف الأمن ومؤسساته، بحيث لا مجال للاجتهاد، وحري بالأمة التنبه لما يجري حولها وهي دعوة للتسامي بعلاقة الراعي بالرعية، دفعاً للتنمية المستدامة التي تعد محطة التحول إلى دول العالم المتقدم في عالم تذكيه الصراعات والأزمات في عصر المعلوماتية البالغة التعقيد. ووصف الدكتور ابن صقر الأمير نايف بن عبدالعزيز بأنه ما هو إلا رمز من رموز الأمن، ليس على المستوى العربي بل على المستوى الدولي، فجهوده ماثلة للعيان شهد لها القاصي والداني، وإنجازاته تتحدث عن نفسها كأنموذج للعمل العربي المميز. فيما ذكر خريج الدكتوراه محمد الحارثي في كلمة الخريجين، أن الطلاب لمسوا منذ بدء دراستهم في الجامعة الحراك الدائم في الكليات ومراكزها وإداراتها المختلفة، من حيث تعدد الندوات والدورات والملتقيات العلمية، فضلاً عن المناشط التي تقام في الدول الأجنبية، ناهيك عن زيارات الوفود العربية والأجنبية المستمرة لجامعتنا هذه، ما أضاف إلى حصيلتهم العلمية الكثير من المعارف والخبرات. واستأذن مدير مكتب الأممالمتحدة الإقليمي للمخدرات والجريمة في أبو ظبي القاضي حاتم علي من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف، البدء في انطلاق أعمال مكتب اتصال للأمم المتحدة في الجامعة، على أن يتولى هذا المكتب التنسيق مع الجامعة للاستفادة من برامج الأممالمتحدة والمنظمات الدولية من خبرات الجامعة تأكيداً لدور الجامعة الاستشاري العالمي. وأشار المدير العام للبرامج والمشاريع في المنظمة الدولية للهجرة فوزي الزيود في كلمة له الى أن المنظمة الدولية للهجرة لديها مكاتب في 117 دولة تهدف إلى إيقاف الهجرة غير الشرعية ومكافحة الاتجار بالبشر من منظور إنساني خالص، وأنفقت المنظمة نحو بليون دولار خلال 2010 لهذا الغرض. ولفت المدير العام للتدريب في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) ايرين أحمد إلى أن حضوره نيابة عن الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية رونالد نوبل لسببين أحدهما، توقيع اتفاق تعاون مشترك في إطار التدريب الشرطي بين الجامعة والإنتربول، والآخر المشاركة في الاحتفال الختامي لبرنامج تطوير التدريب الشرطي الذي نفذ بالتعاون مع الجامعة وشارك فيه رؤساء وحدات التدريب في البلاد العربية. وأضاف: «خلال العامين الماضيين استفاد 8 آلاف ضابط من الدول الأعضاء من البرامج التدريبية المختلفة التي يقدمها الإنتربول في العالم، لاسيما أنها تقدم بلغات مختلفة منها، الإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وأن الدورة التدريبية الأولى باللغة العربية كانت في آذار (مارس) الماضي، بالتعاون مع هذه الجامعة وبمشاركة تسع دول عربية».